أعدموني انفوني اسجُنوني فلا فرق بين شوارعكم وسجونكم، لا فرق بين حياتنا ومماتنا لا فرق بين ولادتنا واحتضارنا مادمنا نعيش في وطن يجلدنا في بلد أنجبنا ليصرعنا في بلد أذلنا. لن أصمت وسأكتب فقد سكت أبائي وسكت أجدادي رغم أنهم حاربوا الاستعمار وأخرجوه من الريف ولكنهم لم يدركوا أنه سيأتي زمن سيكون حكمكم أبغض من الاستعمار.لقد قلت في عدة وسائل إعلامية أن شباب الريف شرفاء خرجوا من أجل حقوق واجب على هذه الدولة تلبيتها وقلت أيضا أن لا ثقة لنا في الدولة فهي فاسدة ماكرة وكان أمل الجميع آنذاك في أعلى سلطة في البلاد وهو الملك لأنه منذ توليه العرش كنا قد صدقنا أن هناك حقا مصالحة مع الريف وعهد جديد بملك جديد بعدما كنت شخصيا لا أحب ذكر مصطلح الملك وذلك نتيجة لجرائم الملك السابق الحسن الثاني هذا الملك الذي بمجرد أن يذكر يمر أمامك شريط جرائم ارتكبها هنا في الريف. لازلت أتذكر أملنا في شهر رمضان في عفو ملكي على معتقلينا الأبرياء رغم رفضي أنا شخصيا لما يسمى بالعفو عليهم لأنهم شرفاء لم يرتكبوا جرائم لكي يعفى عنهم فالعفو يكون على المجرمين وهم أطيب خلق الله بل أشرف من مسؤولي هذه الدولة، انتظرنا ذلك العفو الملكي الذي هو بحد ذاته إستحمار لنا ولباقي الشعب، انتظرنا ملكا كان يقضي الصيف كل سنة في هذه الأرض الطيبة وكان أناسا يستقبلونه بفرح تناسوا جرائم الوالد،لكننا اصطدمنا بأن حتى ذلك الاستحمار العفو بخلوا به على الشرفاء وبدأو بمحاصرة الريف كل يوم أكثر فأكثر إلى أن غدونا نتنفس بصعوبة فقد انعدم هواء عشق الحرية، كل العالم يعلم أن معتقلي الريف ليسوا انفصاليين وليسوا مخربين بل عشاق للكرامة والعدالة لكن من يحكم هذهِ البلاد يتجاهل ويتهم الأحرار بتهم خيالية ومحاكمات صورية ونسي أن التاريخ يسجل جرائمهم في حقنا وستبقى عار عليهم مدى التاريخ. أريد أن أقول للملك إنك خسرت بسطاء الريف وهم الشعب الكادح وأنا لا أتكلم عن حربائي الريف المفسدين ذوي المصالح الذين يهللون لك للمحافظة على هيبة الدولة بل أنا أقصد الكادحين الصادقين لقد خسرتنا. نوال بنعيسى إبنة الريف إبنة كادح وأفتخر لأنني أنتمي إلى الريف الكادحين. (مقال منشور بموقع حركة أنفاس)