بعد الظهور الإعلامي الملفت للطريقة الصوفية العليوية الكركرية مؤخرا بالزائر، واعتبارها من طرف وسائل إعلام ومحللين جزائريين مؤامرة مغربية، ونموذجا مستوردا، عاد الجزائريون ليقولوا إن أصول الطريقة قيمة في الجزائر وهي امتداد للزاوية العليوية، دون أن يتوقفوا عن قصفها إعلاميا والتشكيك في القيمة الروحية والسلامة العقدية والأخلاقية لها. ورغم وجود عدد من العقلاء الجزائريين الذي قالوا إن الوجود الصوفي في المنطقة المغاربية وأساسا بين المغرب والجزائر لم تحد بينه يوما حدود جغرافية سيادية، وأن زوايا كبرى الآن في الجزائر، جاءت من المغرب ويشهد على ذلك اسمها، مثل الطريقة التيجانية التي رغم أن مؤسسها ولد في الجزائر، إلا أنه طور طريقته ووسعها في فاس، ومثل الزاوية الوزانية (نسبة لمدينة وزان) والطريقة الدرقاوية… إلا أن عقدة المغرب مازالت تدفع الكثير من الجزائريين لمحاربة طواحين الهواء ومسح لسماء بقافازات. آخر الاتهامات التي وجهت للطريقة الكركرية العليوية، التي نشأت بين الجزائر والمغرب، ما تم الترويج له عن أن شيوخ هذه الزاوية حاولو فيما مضى اغتيال العالم السلفي الجزائري بن باديس، فقد كتبت جريدة "الشروق" الجزائرية، أن شيوخ الكركرية حاربوا الشيخ بن باديس وحاولوا اغتياله "بالرغم من الصلح التاريخي بين شيخها أحمد العلوي الذي مقره في مستغانم والشيخ بن باديس عندما زار المدينة، في أوائل ثلاثينات القرن الماضي، وهو التصالح الذي اعتبره البعض مجرد ديبلوماسية من الشيخ بن باديس لأنه ضيف على المدينة فقط". مضيفة: "على خلفية ما حدث في شهر ديسمبر من عام 1926 عندما كان الشيخ عبد الحميد بن باديس ولم يكن عمره قد زاد عن 37 سنة عائد إلى منزله بنهج السود بحي القصبة بقسنطينة بعد أدائه لصلاة العشاء في مسجد سيدي قموش، فأخذ منحدر "مايو" طريقا له، ليهاجمه رجل ضخم الجثة، كان متخفيا في الظلام، وراح ينهال على رأس الشيخ بهراوة، حتى سقط على الأرض، ثم طعنه بخنجر من النوع البوسعادي كان يحمله بيده اليسرى، وحاول أن يزرعه في صدر الشيخ الذي فقد توازنه، ولكن العلامة بن باديس قاوم بشجاعة، وقبض أهل قسنطينة بمسرح الجريمة على المجرم، الذي حاول الهروب، وخلال تحقيق الشرطة معه اعترف بأنه تابع للزاوية العليوية التي كان شيخها في ذلك الوقت أحمد العليوي، الذي قاد حربا على كل رجالات جمعية العلماء المسلمين".