قال محمد جبرون، الباحث في تاريخ الفكر الإسلامي "إن الجزائر ضخمت من قضية الزاوية الكركرية عندما لجأت مصالحها الأمنية إلى مطاردة أتباع الطريقة، والتحقيق معهم، بعد ظهورهم على مواقع التواصل الاجتماعي". وأضاف جبرون "إن التأثير الصوفي بين الجزائر والمغرب ظل متبادلا منذ قرون بعيدة عن التدخل السياسي". وتابع المتحدث نفسه "بغض النظر عن موقفنا من سلوكات أتباع الزاوية الكركرية، فإن الحملة، التي شنت ضدهم في الجزائر لن تعمل إلا على تقويتهم، وستأتي بنتائج عكسية". وكانت وزارة الداخلية الجزائرية قد دخلت على خط الجدل الدائر في البلاد حول ظهور الطريقة الكركرية، ذات الأصل المغربي، في ولاية مستغانم. وكشفت وسائل إعلام جزائرية أن مصالح أمن ولاية مستغانم استدعت رئيس الطريقة الكركرية، بلقاسم بناني، إلى التحقيق معه في قضية الفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر نشاطات هذه الطريقة في الغرب الجزائري، وبالضبط في ولاية مستغانم. وكانت مصالح أمن ولاية مستغانم قد حققت مع رئيس الطريقة الكركرية، واطلعت على وثائقه الشخصية، وأخضعت كل الأشخاص الناشطين معه للتحقيق في نشاطات تلك الطريقة، بحسب ما نشرته وسائل إعلام جزائرية. ويأتي تحرك الأمن الجزائري بعد حملة إعلامية منسقة، قادتها بعض الصحف، والقنوات الجزائرية ضد الطريقة الكركرية، واتهامها بفتنة المجتمع. وذهب إعلاميون جزائريون إلى حد اتهام المغرب بمحاولة اختراق المجتمع الجزائري عبر الطريقة الكركرية. وكانت الطريقة الكركرية قد أثارت جدلا واسعا في الجزائر بعد ظهور عدد من الفيديوهات لأتباعها في ولاية مستغانم، وهم يرتدون ثيابا مزركشة، ويعلنون بيعتهم للشيخ محمد فوزي الكركري، المقيم في مدينة العروي في ريف المغرب.