نشرت جريدة الأسبوع الصحفي ( عدد الجمعى 2 أبريل 2010 ) مقالا تحت عنوان : العلويون المزورون في الجزائر - علوي جزائري يريد الهيمنة على الزوايا المغربية، وهو ما يذكرنا بالمحاولة السابقة لبوتفليقة وسعيه للهيمنة على الزاوية التيجانية ونقل إشعاعها من فاس إلى عين ماضي بالجزائر ... وكان نظام بوتفليقة قد نظم لقاءا دوليا حول الزاوية التيجانية، وأنفق ملايير الدولارات لنقل الزوار وأقامة الندوات والخطابات في مدينة عين ماضي مسقط رأس سيدي أحمد التيجاني مؤسس الطريقة التيجانية والمدفون بمدينة فاس. ويبدو أن النظام الجزائري قد تنبه متؤخرا إلى دور الزوايا الصوفية في الحد من آفة التطرف والارهاب ونبذ العنف بعد حرب أهلية دامت عشر سنوات اتت على الأخضر واليابس في الجزائر. والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن. وهو ما افتقدته الجزائر على عهد بومدين الذي كان يحتقر الزوايا وينكل بشيوخها تحت ذريعة أنهم جواسيس وعملاء ( ... ) ليتضح فيما بعد ان الرئيس هواري بومدين كان يرى في الزوايا الصوفية منافسا في النفوذ والسلط ... وهو ما حصل مع الزاوية العليوية وشيخها مهدي بن تونس، "حيث عمدت المخابرات الجزائرية إلى اختلاق الذرائع للقضاء على الزاوية العليوية ... وتم اعتقال شيخها العليوي. ولما خرج المهدي بن تونس من المعتقل ذهب إلى بروكسل برفقة المغربي عمر بزنبو حيث أسسا مركزا ... وفيما بعد اسسا مقرا جديدا للزاوية العليوية 1998. إلا أن العنصر الجزائري مال نحو المصالح المادية، رغم بقاء المهدي بن تونس رئيسا للزاوية في طنجة بدون مضايقات ... إلا أن يد المخابرات الجزائرية امتدت إلى هذا الإرث الروحي، فأسس الطرف الجزائري الجمعية العالمية الصوفية العلاوية، التي اتسمت بالغموض في عدة بنود من القانون الأساسي والداخلي للجمعية وهو ما انتبه له الطرف المغربي . ( الأسبوع الصحفي / عدد الجمعة 2 أبريل 2010 / بتصرف ) . وكانت قد انفجرت قضية قبل هذا الحادث بمدينة الناضور عندما تسربت عناصر مشبوهة إلى الزاوية العليوية محاولة الإطاحة بشيخها سعيد ياسين، وهنا كذلك اختلطت السياسة بالتصوف عندما نشر ت عناصر من الزاوية العليوية خريطة المغرب بدون الصحراء المغربية، وتبين فيما بعد أن الخريطة صدرت عن فرع الزاوية في الجزائر وهو من كان وراء هذه التخريجة البوليسارية ( أنظر الأسبوع عدد 5 فبراير 2010) . لكن الخطير في هذا والذي يخرج عن رسالة الزاوية العليوية، ويخرج عن نطاق شيوخها في المغرب وفي الجزائر وفي كل أنحاء العالم ، هو ذلك الكتاب الغريب الذي أصدره زعيم الزاوية وأحدث ضجة كبرى عندما نشر فيه صورا للرسول صل الله عليه وسلم، والصحابة، والملائكة، ولسيدنا جبريل عليه السلام ( تحت عنوان : الصوفية الإرث المشترك ). ورغم أن جل شيوخ الزوايا في الجزائر استنكرو هذا الفعل الشنيع، وطالبوا من المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر بأن يصادر الكتاب ويمنع تداوله في المكتبات ... إلا أن المجلس الاسلامي الجزائري لم يطالب بسحب الكتاب من الأسواق واقترح تغطية الصور أو مسحها من الكتاب فقط، وهو ما يترجم أن جمهورية بوتفليقة غيرتها على الصحراء أحر من غيرتها على الدين الاسلامي. وللأشارة فإن فكرة نشر صور ة سيدنا جبريل على هيأة أنثى مستوحاة من العقيدة اليهودية، ونشر صور الرسول صل الله عليه وسلم .... ونشر ( الخليفة علي بن أبي طالب وولديه الحسن والحسين ) مستوحاة من المذهب الشيعي ، وهذا يضع عدة علامات استفهام حول تسرب بعض المفاهم الفاسدة يهودية أو بوذية .... إلى بعض الزوايا. وإذا كان بوتفليقة قد فشل في الالتفاف على الزاوية التيجانية، بعدما تصدى له كل التيجانيين في العالم وطلبوا منه احترام روح و تاريخ سيدي أحمد التيجاني، وعدم خلط الصحراء المغربية بمسالك التصوف النقي الذي يتشارك فيه كل مريدي الطرقية في العالم، فإن ركوبه هذه على موجة الزاوية العليوية له عدة دلالات وتفسيرات، تشي كلها أن بوتفليقة يريد أن يكتسب شرعية دينية ولو زائفة .