بعد أن هاجم محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر، "المناضلين اليساريين"، من رجال ونساء التعليم معتبراً أنهم الأكثر تغيبا عن حضور الحصص الدراسية، حيث قال خلال حديثه صباح اليوم الاثنين في اجتماع لإحدى اللجان بمجلس النوب، التي كانت تناقش الدخول المدرسي المقبل، "أقولها بكل أسف، إن أكثر الأساتذة الذين يتغيبون عن حضور الحصص الدراسية هم بعض ممن يعتبرون أنفسهم مناضلون يساريون"، اتصل "الأول" بمجموعة من القيادات النقابية اليسارية، وهكذا كان ردهم على هذه التصريحات. الإدريسي: الأساتذة اليساريون واليساريات قدموا تضحيات من أجل التعليم العمومي اعتبرعبد الرزاق الإدريسي القيادي بالجامعة الوطنية للتعليم"التوجه الديمقراطي"، أن تصريحات محمد حصاد، تأتي في سياق تحميل ما وصلت إليه حالة الإدارة العمومية من تردي للموظفين عموماً، بمن فيهم رجال ونساء التعليم. وقال الإدريسي إن "المناضلين اليساريين واليساريات الحقيقيين طبعاً، من رجال ونساء التعليم، إن كان يعرفهم حصاد، فهم من أنتجوا للمجتمع أطراً تستفيد منهم الدولة، كما أنهم قاموا بتضحيات كبيرة حفاظاً على المدرسة العمومية"، هؤلاء يضيف الإدريسي، "كانوا يدرسون بالمدرسة وخارجها في دور الشباب وداخل الجمعيات الثقافية والشبابية". وبخصوص موضوع تغيب رجال ونساء التعليم، قال الإدريسي، "إننا لا نشتغل كنقابيين بمنطق أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، بل إننا دائما مع المظلومين سواء كنوا يساريين أو يمينيين، كما أن هناك قوانين وإدارة ومساطر بهذا الخصوص، الأولى إتباعها عوض هذه التصريحات التي تظهر لي مقدمة للاستمرار في الإجهاز على مكتسبات المغاربة في التعليم". وأوضح الإدريسي أن "هناك دراسة قام بها صندوق النقد الدولي، تقول أن المغرب يمكنه تحسين ترتيبه في مجال التعليم ليصبح ثالثاً إفريقيا، ويربح 52 درجة دولياً، إذا قام بصرف فقط الميزانية المخصص له، وحمايتها من النهب ومن دون رشاوى وبكل شفافية، مضيفاً وبالتالي فعوض هذه التصريحات على وزير التعليم والحكومة والدولة، أن يقوموا بدورهم في حماية الموارد المالية والميزانيات المخصصة للتعليم من ناهبي المال العام". إيوي: "وضعية التعليم المتردية ليس سببها اليساريون والوزير يمشي يقلب على السبب الحقيقي هذاك هو دورو" من جهته قال عبد العزيز إيوي القيادي بنقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل، إن "هذه التصريحات تدخل في إطار حملة ضد رجال ونساء التعليم، وهي لا معنى لها أمام المهام الكبرى لإصلاح التعليم". مضيفا، "لا أفهم هذا التصنيف السياسي الذي عبرت عنه تصريحات السيد الوزير، وهل الوزارة تملك تصنيفاً سياسياً وإحصائيات خاصة برجال ونساء التعليم؟، وإذا كان ذلك صحيحاً هل يسمح به القانون؟". وتابع إيوي كلامه قائلاً: "الأكيد أن الوضعية التي عليها منظومة التربية والتعليم ليس سببها المناضلون اليساريون، والوزير يمشي يقلب على السبب الحقيقي.. هذاك هو دورو"، مشيرا إلى أنه بخصوص التغيبات "فالأساتذة اليساريون مثلهم مثل جميع الأساتذة ويسري عليهم ما يسري على الجميع، وإذا كان يقصد أن سبب التغيب سياسي فهذا أمر غير صحيح". الراقي: حصاد لا يزال يشتغل كوزير للداخلية وفي نفس السياق هاجم عبد الغني الراقي القيادي بنقابة التعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تصريحات الوزير حصاد، معتبراً أن "محمد حصاد يشتغل وكأنه لا يزال وزيراً للداخلية، فتصنيف من هذا القبيل الذي يقسم رجال التعليم ونسائه إلى يساريين وغير يساريين مثله مثل التصنيفات العقدية وهي تصنيفات أمنية، وإلا فما هي المعايير التي بني عليها هذا التصنيف؟". وتابع الراقي، إن "هذه التصريحات جاءت داخل إحدى اللجن بمجلس النواب، وتم تسريب ذلك للعموم، وهي تصريحات غير مقبولة وغير مسؤولة وسيكون لها تداعيات في المستقبل".