في هذا الحور مع أسماء المهدوي، شقيقة الصحفي حميد المهدوي، المعتقل بتهمتي: "الصياح وتحريض المحتجين على الخروج في مسيرة غير مرخصة"، و"عدم التبليغ على المس بالسلامة الداخلية للدولة"، تتحدث أسماء عن المهدوي الطفل والطالب المناضل والصحفي الذي اختار أسلوبا متفردا في ممارسة مهنة الصحافة حاورها: علي جوات
كيف استقبلتم كعائلة اعتقال شقيقك حميد المهدوي؟ كانت مفاجأة بالنسبة إلينا على اعتبارين: الأول، أننا كنا على علم بأن حميد يقضي عطلته السنوية مع أسرته، وكان مبرمجا أن نلتحق به، والاعتبار الثاني أننا تفاجأنا بأنه كان يمارس عمله المهني كصحفي الذي صادف يوم اعتقاله 20 يوليوز. يعني اعتقل من قلب عطلته؟ لا يمكن الحسم والجزم بين المواطن والصحفي، فحميد كان مواطنا يقضي عطلته السنوية مع أسرته، واتجه الى مدينة الحسيمة بمعيتهم لتغطية الحدث كصحفي في نفس الآن. احك لنا عن حميد المهداوي كيف عاش طفولته مع والديه وإخوته، وفي الحي والمدرسة؟ حميد المهدوي من مواليد يناير 1979، بجماعة الخنيشات إقليمسيدي قاسم، عاش طفولته بشكل طبيعي وسط أسرة محافظة، وما تختزنه ذاكرتي أنه كان محبوبا وشعلة من النشاط تتطاير شراراتها ضحكا وحبا كلما اجتمع بين عائلته أو أصدقائه، واتسم مساره الدراسي ببداهته في التفاعل مع الأساتذة ومع أصدقائه، حيث كان يثني عليه كل أساتذته لما يميز شخصية الدينامية داخل الفصل الدراسي. وأجمل ما يمكن أن أتقاسمه مع قراء هذه السطور، هو أن حميد كان ملحوظا لديه الفرق الكبير بين سنه البيولوجي وشخصيته، إذ تحمل المسؤولية وهو صغير تحت أي ضغط، حيث أنه كان يجعل من عطلته الصيفية مجالا للعمل وتوفير حاجياته من كتب مدرسية وملابس، بل كان لا ينسى أي فرد منا، لتوفير ما يحتاج. ولن أنسى ذلك اليوم الذي عاد فيه من مدينة تطوان محملا بأعراض، ومدني إياها بحداء(رايبان)، وأنا طفلة صغيرة. احك لنا عن المسار العلمي لحميد المهدوي في الجامعة وعن المهداوي الطالب اليساري؟
بعد حصول حميد على شهادة شهادة الباكالوريا شعبة الآداب، سنة 1999، التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، تخصص اللغة العربية وآدابها، وانخرط في صفوف الحركة الطلابية "أوطم" ليبدأ مساره النضالي الذي ارتبط دائما بملف مطلبي متعلق بمسكن ومطعم وحافلة لنقل الطلاب ومِنح دراسية.. وهنا لا بأس أن نشير إلى أنه استلهم حسه النضالي من الجو العائلي الذي تربى فيه حيث إن أخويه مصطفى والسي محمد كانا طالبين بجامعة مولاي اسماعيل تخصص اقتصاد وقانون خاص، مما أفسح المجال لامتداد النقاش من ساحة الجامعة إلى مائدة العائلة. بالفعل، كان حميد يحمل فكرا يساريا تقدميا، لكن رغم ذلك كان لا يقصي فكر الآخر بل دائما ما كان يناقش مع التيارات الأخرى بكل انفتاح. وقد خاض مجموعة من المعارك داخل الحرم الجامعي كمناضل في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. كما كان ينظم إلى جانب رفاقه أسابيع ثقافية يعرض فيها أمهات الكتب، وأمسيات للشعر والأغاني الملتزمة. كيف اختار حميد المهدوي العمل في الصحافة؟ حميد المهدوي كان يحلم دائما ان يصبح صحفيا يعمل من خلالها على تنوير الرأي العام. فبعد حصوله على شهادة الإجازة زاول عدة مهن مهيكلة وغير مهيكلة ساعدته على سبر شخصيته التواصلية والاجتماعية بامتياز. فقرر أن يلتحق باحدى المعاهد المتخصصة في الاعلام والإتصال بالدار البيضاء. بعد ذلك اشتغل بعدة منابر إعلامية منها: "الاسبوع الصحافي"، "الرهان"، "لكم ، وانصاف بريس… كيف جاءت فكرة تأسيس موقع "بديل"؟ جاءت الفكرة بعد اعتقال الصحفي علي أنوزلا وإيقاف موقع "لكم". موقع بديل صممه أحد التقنيين من أصدقاءه حميد، مقابل بمبلغ زهيد. هذا ما أخبرنا به حميد، وقد عشنا معه دائقته المالية في بداية مشواره. تميز شقيقك حميد بطريقة خاصة في مزاولة مهنة الصحافة، وهي طريقة غير مسبوقة في المغرب، يطغى عليها تقديم الأجوبة أكثر من طرح الأسئلة، كما تصبغها شخصيته الحماسية والتلقائية في الحديث.. هل تتفقين معه؟ لقد اختار حميد لموقعه اسم"بديل.انفو" ليكون خطه التحريري متميزا تطبعه البساطة بمعناها الإيجابي، وليكون التواصل مع متلقيه بشكل أفقي يمس واقعهم ويجيب عن همومهم ومطالبهم، دائما في إطار مهني.