كتب القيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد أمحجور، تدوينة على فايسبوك، يعبر فيها عن رفضه للطريقة التي أعلن بها المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، تشبثه بعبد الإله بنكيران، حالا ومستقبلا، بمبرر أنه أصبح "أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي التي آمنت بمنطق الإصلاح في ظل الاستقرار". وقال أمحجور في تدوينته التي يرد فيها على البيان الذي وقعه خالد البوقرعي، الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية: "ما معنى أن يصبح "شخص" مهما علا مقامه أملا لفئات واسعة للشعب؟! متى كنا نرفع مسؤولينا إلى درجة ربط الأمل بهم وجودا وعدما؟ ولماذا يصلح حزب العدالة والتنمية إن انزاح الأمل عنه والتصق بأمينه العام؟! وماذا سيقع لنا وللفئات الواسعة من الشعب المغربي إن اخطا الزعيم أو زاغ؟! أو ليس كل ابن آدم خطاء؟! أم أنه لا يخطئ؟!". مضيفا: "ثم ماذا لو مات أو "قتل"؟! (بنكيران) هل سيموت معه الأمل؟! أم سيقتل ما آمنا به من منطق الإصلاح في ظل الاستقرار؟! وما نحن فاعلون بسنة كونية وشرعية مضطردة لا تحابي ولا تجامل: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا". وهذه تدوينة أمحجور كاملة: نقطة نظام.. لا للشرك الإصلاحي والسياسي.. ما ظهر منه وما بطن… لا أخفيكم سرا إذا أخبرتكم أن بلاغ المكتب الوطني للشبيبة العدالة والتنمية قد شد انتباهي كثيرا بما تضمنه من تفاعل مع الوضع السياسي والتنظيمي الذي يعيشه الحزب. وأكثر ما شد انتباهي فيه هو الفقرة التي تم فيها الحديث عن الأخ عبد الإله بنكيران، وخاصة بعد أن تم تحويلها إلى ملصق صمم وعمم ليتم تداوله على الفايسبوك وغيره من الوسائط. فأن تجتمع هيئة من حجم المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية وتصدر بيانا يطالب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بالاستمرار في ممارسة أدواره الوطنية حالا ومستقبلا فهذا أمر مرغوب فيه ومطلوب ولا أظن أن حوله خلاف أو اختلاف. لكن أن يتم ربط هذا الدور باعتبار الأخ عبد الإله بنكيران "أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي التي آمنت بمنطق الإصلاح في ظل الاستقرار" فهذا في رأيي الشخصي تعليل مبالغ فيه، بل هو خطأ منهجي كبير. فما معنى أن يصبح " شخص" مهما علا مقامه أملا لفئات واسعة للشعب؟! متى كنا نرفع مسؤولينا إلى درجة ربط الأمل بهم وجودا وعدما؟ ولماذا يصلح حزب العدالة والتنمية إن انزاح الأمل عنه والتصق بأمينه العام؟! وماذا سيقع لنا وللفئات الواسعة من الشعب المغربي إن اخطا الزعيم أو زاغ؟! أو ليس كل ابن آدم خطاء؟! أم أنه لا يخطئ؟! ثم ماذا لو مات أو "قتل"؟! هل سيموت معه الأمل؟! أم سيقتل ما آمنا به من منطق الإصلاح في ظل الاستقرار؟! وما نحن فاعلون بسنة كونية وشرعية مضطردة لا تحابي ولا تجامل: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا". فهل سننقلب على أعقابنا وننقض غزلنا ونفرق جمعنا ؟! وهل دورنا الإصلاحي والسياسي يدور وجودا وعدما مع السي عبد الإله؟! أيصدق عقلا أن تنهار كل آمال الإصلاح التي نحتناها طوال عقود من زمننا الإصلاحي المديد من بين فرث ودم منهجا إصلاحيا سائغا فاعلا مؤثرا متعاليا عن الأشخاص كانوا من كانوا مع حفظ مقاماتهم وإسهاماتهم وأدوارهم، والتي ما ينبغي لها أن تصل مهما كبرت إلى مقام التماهي والتطابق معهم. إن أسوأ فخ يمكن أن يسقط في شركه أبناء وبنات العدالة والتنمية هو أن "يشخصنوا" أزمتهم، فيبحثون في أنفسهم عن من يحفظ "بيضة التنظيم" ومن يكسرها، ومن منا أكثر وفاء "للخط السياسي" ومن منا أكثر "خيانة" لهذا الخط، وبالمناسبة متى كانت سياستنا ومواقفنا "خطا"؟!! سنبحث أيضا عن من منا أكثر وفاء "للشعب" ومن أكثرنا خيانة له. سنبحث كذلك عمن حفظ "العهد" ومن منا أضاعه ولربما "باعه". سنبحث دون شك عمن يحفظ "روح" 7 أكتوبر ومن كان حظه منها "جثة عفنة" لا يدري أيحفظها على وهن أم يدسها في التراب؟! سنبحث أيضا عن المبررين المرتعشين وسننقب عن الصامدين من غير المبررين… وختاما سنبحث عن "المنقذ من الضلال" الذي سيملأ حزبنا هدى ورحمة ويذهب عنه الغم والحزن. قد يبدو ما ذكرته مبالغة، لكن صدقوني هو منطق مقدماته تفضي إلى هاته النتائج قد تبدأ بأمور نستصغرها لكن مآلها واحد "حينما تغيب الفكرة يبزغ الصنم"… والفكرة اليوم هي أسئلة منهجية إصلاحية وسياسية وتنظيمية تقتضي إجابة جماعية وفية لمنهجنا الإصلاحي العام، ومنسجمة مع قواعد اجتماعنا واشتغالنا. السؤال الكبير اليوم هو ما الذي وقع ليتحول نصرنا الانتخابي الباهر إلى شبه نصر أو هزيمة سياسية أربكت قيادتنا وزرعت الشك في صفوفنا وأضعفت منسوب الثقة فيما بيننا وجعلتنا في حيرة من أمرنا؟! وما هو حجم الضرر الذي لحق بمشروعنا الإصلاحي العام؟! وأهم من ذلك سؤال الوجهة والدور في مستقبل الأيام؟! في هذا السياق المنهجي الجماعي وفي مخرجاته النهائية يطرح سؤال الدور الذي يمكن أن يقوم به رجل استثنائي وقيادة تاريخية كبيرة ومعطاءة من حجم سي عبد الإله بنكيران، وفق تقدير جماعي متحرر من الآصار والأغلال، آصار "امل الشعب" وأغلال "القائد الذي لا بديل له"، وحينها إذا قدرنا لسي عبد الإله أن يكون في الساقة فليكن في الساقة وإذا قدرنا أن يكون في الحراسة فليكن في الحراسة، وما نقص ذلك من زعامته شيء، فالزعامة رزق من الله يهبه من يشاء من عباده. دمتم سالمين.