أيها الأخوة الكرام في حزب العدالة والتنمية ايتها الحكومة الموقرة يا رجال الدولة، ايها الصحافيون بمختلف مشاربكم ايها المواطنون العاديون ؛ يقول الله عز وجل في محكم كتابه العزيز : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [سورة آل عمران الآية:144] هل في عالَم المسلمين إنسانٌ أعظم من رسول الله ، إنه سيد البشر ، ومع ذلك لا يمكن أن يكون الإنسان أمر من المبدأ ، فالإسلام أوسع وأشمل ، لو أن النبي عليه الصلاة و السلام توفاه الله ، المؤمن مؤمن ، والعقيدة عقيدة ، والالتزام التزام ، لذلك كأن الله عز وجل ما أراد أن يربط دينه برجل . ﴿أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [سورة آل عمران الآية:144] هل في عالم المسلمين رجل يحب رجلا كحب الصديق لسيدنا محمد ؟ إطلاقا ، ومع ذلك ماذا قال الصديق يوم توفي النبي ؟ قال : " أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ " [أخرجه الحاكم] استمرت الرسالة بعد موت الرسول الاعظم ، ولو استمر المسلمون في لطم خدودوهم لتفرقت كلمتهم . ولنا في ذلك اسوة حسنة ، مات الأستاذ عبد الله بها كما كتب الله عليه أن يموت ، ووري جثمانه الترى بعد صلاة الجنازة / جنازة رجل ، تعازينا للمغرب فيه ، تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة وتعازينا لأسرته المكلومة. و كفى، يجب ان يقف الأمر عند هذا الحد ، وان تعود الحياة إلي سيرتها الطبيعية وان نتحلى بالخصال الحميدة للفقيد والتي أشاد بها الجميع ، لا أن نتفنن في الخوض في تفاصيل وجزئيات أمرها موكول الى ذوي الاختصاص . في الحقيقة وبكل صراحة ، لم يعجبني تأجيل كثير من أنشطة رئاسة الحكومة ، لان دواليب هذه الدولة ومصيرها ليست رهنا بشخص واحد أو هيئة بعينها رغم ما يقال عن دوره المحوري فيها . إلى العمل فالاحياء من ضحايا الفيضانات المكلومين في كلميم وفي ورززات وفي الحوز وفي سوس....وغيرها ينتظرون من يلتفت الى مآسيهم ويقيهم شر البرد والجوع .والشعب الذي يعج بملايين الاطر أمثال عبد الله بها كفاءة و حسن خلق يعلق أمالا عظاما على ما تبقى من عمر هذه الحكومة ، فكثير من طموحاته لم تتحقق وكثير من الموعود لم تر النور . والسلام