بدأت قوات الأمن المغربية مع بداية الأسبوع انسحابها "التدريجي" من وسط مدينتي الحسيمة وامزورن اللتين تشهدان منذ ثمانية أشهر حركة احتجاجية، بحسب مصادر متطابقة. وقال والي الحسيمة الجديد فريد شوراق اليوم الاثنين أن أول الانسحابات أنجزت "تدريجيا في امزورين ومن ساحة محمد الخامس بالحسيمة". وأضاف "أنها رسائل عميقة آمل أن يدركها الجميع (..) الانسحاب سيتم على مراحل" مؤكدا أنه ينفذ "توجيهات" الملك محمد السادس "لضمان الحريات". وتابع "إذا تفاعل المحتجون ايجابيا مع هذه الرسائل فستليها أخرى في الاتجاه ذاته. الثقة والأمن مرتبطان (..) حتى العودة الى الوضع الطبيعي". وقال أحد سكان المدينة في اتصال هاتفي مع فرانس برس "انسحب الشرطيون فعلا من ساحة الحسيمة المركزية. وبقي بعضهم باللباس المدني اضافة الى عربات مركونة الى جانب مفوضية الشرطة المجاورة كما هي الحال في الاوقات العادية". وبعد نحو ثمانية اشهر من احتجاجات في المدينتين بدأت سلمية ثم تخللتها مواجهات مع قوات الامن، تدخلت الاخيرة بعنف خصوصا في 26 يونيو 2017. ولم يعلن أبدا عدد عناصر الشرطة والدرك الذين انتشروا في المحافظة لاحتواء تظاهرات الحراك. لكن انتشارهم الكثيف في الأماكن العامة ندد به الناشطون واعتبروه دليلا على "عسكرة" المنطقة. وكان تم توقيف ابرز قادة الاحتجاجات في نهاية ماي وفي مقدمهم ناصر زفزافي وبات اطلاق سراحهم أحد ابرز مطالب المحتجين. ومنذ التوقيف، استمرت التظاهرات شبه اليومية مع مواجهات مع قوات الأمن. وإضافة إلى الافراج عن قادة الحراك يطالب المتظاهرون بتنمية منطقتهم. وأشاد أحد الملاحقين المفرج عنهم المرتضى إعمراشن عبر موقع فيسبوك ب"انهاء حالة العسكرة في ساحة الشهداء" في الحسيمة.