لقد دفع المغاربة من لحمهم ومن حريتهم ومن عمرهم ثمنا قاسيا لكي تحل الديموقراطية وكي يتقزم الاستبداد وتتسع دوائر الحرية، وإذا كان المطلوب أن يدفعوا من جديد ثمنا من الجسد ومن الحرية ومن العمر من أجل تقزيم الفساد ومن أجل توسيع دوائر التخليق فهم مستعدون لذلك... وأولهم أهلنا في الريف، كعادتهم! **إن تحديد المسؤولية يعني أن تعود الحكومة كلها الى دائرة القرار، وليس من مصلحة البلاد أن تبقى وزارة الداخلية هي وحدها في تدبير المعضلة: وجها لوجه مع المحتجين.. وليس من مصلحة صورة الأمن أن يكون وحده في الواجهة في حين يتكدس الآخرون في ظلال الريع والصور الملونة وخلف الملك وهو يدشن مشاريع لا ترى النور..! *** عندما تكون آخر حجج الدولة في الإقناع.. هي العصا! عليها ألا تنسى أن آخر حجة للشعوب في الإقناع، وبالذات إقناعها هي نفسها تكون هي... الشارع! – – – ورفعت الإرادة الملكية السقف الى حيث لم يخطر على بال الناس من السابق، ولا كان حتى من ضمن مطالبهم: التحقيق في تنفيذ إرادة الدولة في الخروج من نفق الوضع الصعب في الحسيمة... وتحقيق التنمية والمصالحة المجالية. وإحقاق التخليق السياسي العام وربط المسؤولية بالمحاسبة وتحميل النافذين من المنفذين تبعات خلق التوتر، وهو تحول كبير: أي نقل المتسبب في الاختلاق من الناس إلى.. المسؤولين ومن سكان الحسيمة إلى من يمارسون السياسة والإدارة..