علم موقع "الأول"، من مصدر مقرب من الناشط الأمازيغي رشيد بنحسي المعروف ب"رشيد المستور"، الذي مات غرقاً بأحد السواحل الليبية وهو يحاول الهجرة سراً إلى أوروبا، أن الشاب، المنحدر من قرية تومرت بمنطقة امغران بقلعة مكونة، توفي بعد أن انقلب المركب الذي كان يضم 18 شخصا من مختلف الجنسيات أمس الأحد، في حين أن شخصا آخر مغربي، نجا من الحادث وهو من أبلغ العائلة". وكشف نفس المصدر "أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها رشيد الهجرة السرية، فقد كان قد نجح في العبور من السواحل الليبية في بداية سنة 2017، حيث وصل إلى إيطاليا، لكنه عندما سافر إلى فرنسا بعد ذلك ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه وأعادته إلى المغرب". وأضاف نفس المصدر "في شهر أبريل الماضي قرر رشيد إعادة المحاولة بالرغم من أن رفاقه في الحركة الثقافية الأمازيغية التي كان ناشطاً فيها حذروه من ذلك، إلا انه أصر على الهجرة نظراً للفقر الذي كان يعيشه مع عائلته، ليسافر في نفس الشهر إلى تونس ثم إلى "سبراته" وهي منطقة ساحلية بليبيا تعد ملجأً للمهاجرين من دول الساحل الإفريقي، وشمال إفريقيا، حيث يتواجد آلاف المهاجرين، حيث أبحر القارب الذي كان محملا ب18 شخص ابتداءً من الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أمس الأحد". وتابع مصدرنا "كان هناك شخص يدعى سعيد يسكن بحي السلام بمراكش وينحذر من قلعة مكونة، يعمل كوسيط بشبكة لتهريب البشر، هو من سفر رشيد في المرة الأولى الفاشلة، ونفسه من كان وراء المحاولة الثانية التي أدت إلى الفاجعة، حيث تسلم من رشيد 30000 ألف درهم مقابل تهجيره". وكشف المصدر أن "رشيد اتصل بأحد أصدقائه قبل أيام وهو خائف، يخبره بأنه يريد الهرب إلى تونس لكنه لا يستطيع، لأنه أصبح تحت رحمة عصابة مسلحة بليبيا تشتغل في تهريب البشر، والسبب هو الوسيط المغربي الذي نصب على عشرة أشخاص بعثهم إلى ليبيا من دون أن يسلم العصابة نصيبها من المال". وفي نفس السياق ذكر مصدر رفيع المستوى من الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ، ل"الأول" أن الوزارة تحاول جاهدةً التوصل إلى جثة الضحية الشاب رشيد وهي لحدود الساعة تسعى إلى الحصول على معلومات حول الحادثة، خصوصا وأن هذه المنطقة في ليبيا تعج بمثل هذه الحوادث بشكل دائم".