أكدت مديرة فرع منظمة العفو الدولية بالجزائر حسينة أوصديق أن هناك تراجع واضح للحريات الأساسية في الجزائر، وذلك على إثر وفاة الصحفي والمدون الجزائري محمد تامالت أول أمس الأحد بإحدى مستشفيات هذا البلد بعد خوضه إضرابا عن الطعام. ودعت حسينة أوصديق في حوار نشره الموقع الفرنسي (لوموند آفريك) اليوم الثلاثاء، إلى فتح تحقيق مستقل، معمق وشفاف، حول أسباب هذه الوفاة، باتفاق مع أسرته، مشيرة إلى أنه "من غير المفهوم أن نصل إلى حادث مأساوي مثل هذا ". وأعربت عن أسفها للظروف الصعبة التي تشتغل فيها الجمعيات، والتي تحد من قدراتها على تتبع خروقات حقوق الإنسان، موضحة أن عددا من فصول القانون الجنائي، المرتبطة بالقذف أو إهانة شخصية عمومية ومؤسسات الدولة، تمكن السلطات من معاقبة جنائيا تصريحات وصورا كاريكاتورية أو أخبارا توصف بأنها تشهيرية. وقالت إن هذه الترسانة القانونية تمكن من إسكات الصحفيين والمناضلين والمدونين، مذكرة بأنه في السنوات الأخيرة تم اعتقال عدد منهم وإطلاق سراحهم بعد توجيه تهم لهم. وأكدت أن منظمة العفو الدولية تدعو إلى إعمال المسطرة المدنية بدل المسطرة السالبة للحرية في الدعاوى القضائية التي تهدف إلى حماية سمعة شخصية سياسية أو مؤسسات عمومية، معتبرة أنه لو كان الأمر كذلك لكان من الممكن تفادي هذه المأساة. وشددت أيضا على أن وضعية حقوق الإنسان في الجزائر تبقى غامضة، مضيفة أن الجمعيات توجد في وضعية هشة أمام السلطة. وكان محمد تامالت قد توفي في إحدى مستشفيات الجزائر العاصمة التي نقل إليها بعد تدهور حالته الصحية، بسبب إضرابه على الطعام الذي بدأه في 27 يونيو احتجاجا على ظروف اعتقاله .