تواصل القوات الإسرائيلية الثلاثاء عمليتها العسكرية في شمال الضفة الغربيةالمحتلة لليوم السابع على التوالي، والتي تسببت بدمار واسع وقتل خلالها 28 شخصا على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية. وعاودت القوات دخول مخيم طولكرم مساء الإثنين بعد أيام من تركيزها عمليتها في مدينة جنين ومخيمها. وأحصت وزارة الصحة سقوط 31 قتيلا ونحو 130 إصابة في الضفة الغربية "منذ الأربعاء الماضي" مع بدء العملية. وتشمل هذه الحصيلة 28 قتيلا بنيران إسرائيلية في مناطق بشمال الضفة، آخرهم طفلة في السادسة عشرة من العمر "استشهدت… برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الثلاثاء، في بلدة كفر دان غرب جنين". كما تضم ثلاثة قتلى سقطوا في مدينة الخليل ومحيطها بجنوب الضفة. ووفق أرقام وزارة الصحة، سقط العدد الأكبر من القتلى (18) في مخيم جنين والأطراف الشرقية من المدينة. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الإثنين أنه قتل 14 ناشطا واعتقل 25 آخرين في جنين منذ بدء العملية. وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس الثلاثاء بأن العديد من أحياء جنين استحالت ركاما وأتربة. وأغلقت محال تجارية أبوابها، بينما بدت الشوارع مقفرة وخلت من المارة، فيما لوحظ عدد ضئيل من المركبات تتجول إلى جانب سيارات الإسعاف، إضافة الى آليات وجرافات تابعة للجيش الإسرائيلي. وبحسب بلدية جنين، فقد دمر الجيش الإسرائيلي 70% من الطرق والشوارع الرئيسية في المدينة. وقال مدير العلاقات العامة بشير مطاحن لفرانس برس إن "قوات الاحتلال جرفت أكثر من 70% من شوارع المدينة بالكامل… ما أدى إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي وكوابل الاتصالات والكهرباء في المناطق التي تم تجريفها". ضربة جوية في طولكرم وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأربعاء بدء عملية "لمكافحة الإرهاب" في شمال الضفة الغربية، ودفع بآلياته الى جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها. وبعد زهاء يومين، انسحبت القوات الإسرائيلية من طوباس وطولكرم وركزت عملياتها في جنين. لكن العمليات استؤنفت في مخيم طولكرم الإثنين. وشاهد صحافي في فرانس برس الثلاثاء آليات عسكرية إسرائيلية بينها جرافات تجوب شوارع طولكرم، فيما أفاد شهود عن قيام هذه الآليات بعمليات "تخريب وتدمير لشوارع مخيم طولكرم". وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن "قوات الاحتلال فرضت حظر التجوال على مخيم طولكرم". من جهته، أفاد الجيش بأن إحدى طائراته استهدفت خلية مسلحة "أطلقت النار على قوات الأمن خلال عملية مكافحة الإرهاب" في طولكرم. وأكد مصدر طبي في مستشفى طولكرم الحكومي لفرانس برس "استشهاد فتى وإصابة خمسة مواطنين آخرين خلال الاقتحام الأخير لمخيم طولكرم". وأوضح أن الفتى يبلغ 15 عاما "أصيب بالرصاص في رأسه، ووالده أيضا من بين المصابين… برصاصة في خاصرته". كما أفادت جمعية إسعاف الهلال الأحمر مساء الإثنين بإصابة إحدى مسعفاتها "بشظايا في الوجه". اقتحام جامعة بيرزيت في غضون ذلك، أعلنت جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله أن "قوات الاحتلال اقتحمت حرم الجامعة" فجر الثلاثاء. وأوضحت أنها "اعتدت على الحرس الجامعي وعبثت بمحتويات مجلس الطلبة في الجامعة وصادرت جزءا من ممتلكاته"، معتبرة ذلك "جريمة جديدة تضاف الى سجل طويل من الانتهاكات… بحق المؤسسات التعليمية الفلسطينية". وتشهد مدينة الخليل في جنوب الضفة إغلاقا تاما منذ الأحد في أعقاب الهجوم الذي وقع قرب بلدة ترقوميا وأدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة الإسرائيلية. كما قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم المهاجم المشتبه به بتنفيذ إطلاق النار، بنيران إسرائيلية. وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، بعد اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر. وقتلت القوات والمستوطنون الإسرائيليون أكثر من 637 فلسطينيا منذ هجوم حماس، وفقا للأمم المتحدة. وقتل ما لا يقل عن 23 إسرائيليا في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.