اقترب موعد انعقاد المؤتمر الوطني الخامس (من 9 إلى 11 فبراير)، لحزب الأصالة والمعاصرة، وسط "الزلزال" التنظيمي الذي ضرب "البام" بسبب فضيحة تفجر ملف "ايسكوبار الصحراء" واعتقال قياديين في الحزب على ذمة التحقيق التفصيلي؛ كلّ هذا وقيادة الحزب لا تزال لم تخرج بشكل مفصل للتواصل مع الرأي العام الوطني حول تأثير هذا "الزلزال" على الوضع الداخلي للحزب، مع وجود انتقادات كبيرة للأمين العام عبد اللطيف وهبي الذي لم ينطق بحرف واحد في النازلة واختبأ وراء بلاغ رئيسة المجلس الوطني ل"البام" فاطمة الزهراء المنصوري. اتهام وهبي ب"الضعف" لم يعد مقتصراً فقط على خصوم البام السياسيين. بل امتدّ ليشمل أصواتا داخل حزبه، آخرهم صلاح الدين أبو الغالي رئيس جماعة مديونة، وعضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة الذي خرج بوجه مكشوف ليطلق النار على وهبي قائلاً أن هذا الأخير "لايصلح للمرحلة المقبلة في البام". وقال أبو الغالي متحدثاً عن وهبي :"إنه ليس رجل المرحلة على رأس حزب الأصالة والمعاصرة، وأن الحزب سوف يضعف بشكل خطير إذا أعيد انتخابه لولاية ثانية. صمته الحالي، بعد هذه القضية، مطبق. ومن جهة أخرى، فأنا أؤيده في الحكومة باسم البام كوزير للعدل، ولكن لو كنت مكانه فلن أترشح مرة أخرى خلال المؤتمر القادم لولاية ثانية على رأس الحزب. وهما شيئان مختلفان تماما". ما عبّر عنه أبو الغالي بشكل واضح، أكده مصدر قيادي في المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ل"الأول"، قائلاً: " هناك رأي عام سائد داخل قيادة الحزب، مضمونه أنّ وهبي ليس رجلاً للمرحلة المقبلة ويجب على المؤتمر أن يختار قيادة جديدة". وتابع ذات المصدر: " الاسم الذي يروج بقوة وعليه ما يشبه الاجماع داخل الحزب، هو فاطمة الزهراء المنصوري، التي تأتي في المقام الأول وإذا عبرت هي نفسها عن عدم رغبتها في تحمل المسؤولية، فهناك تيار من المناضلين في الحزب سيدعم المهدي بنسعيد أميناً عاماً، لكن وهبي لا يمكن أن يعود بشكل قاطع للأمانة العامة". ويبدو أن "زلزال" ملف "إيسكوبار الصحراء" الذي جرّ معه عبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق، وسعيد الناصري، رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، إلى السجن، وإدارة تأثيراته على الحزب، جعلت وهبي يفشل في الامتحان أمام أعضاء "البام" وأيضاً أمام الرأي العام الوطني مما جرّ عليه غضباً كبيراً، خصوصاً أنه كان "مقرباً" من المتهمين بصفتهما قياديين في الحزب. وأشار المصدر إلى أن اللجنة التحضيرية للحزب تواصل إستعداداتها للمؤتمر، لكن الغريب في الأمر غياب النقاش السياسي حول مشروع الحزب والمراجعات التنظيمية والسياسية التي يمكن أن تأتي في مثل هذه اللحظات، قُبيل محطة المؤتمر الوطني. "هذا النقاش السياسي، الذي لطالما شهده الحزب في المحطات السابقة كمؤطر لكلّ مرحلة سياسية جديدة يدخلها الحزب. للأسف اليوم الحزب عليه أن يدبر الوضع التنظيمي بعد أن عاش مناضلوه وأعضاؤه صدمة كبيرة جراء اعتقال الناصري وبعيوي"، يضيف المصدر.