أكدت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان متابعتها عن كثب لملف الشباب الخمسة الذين تم استهدافهم بوحشية وقتل اثنين منهم،معلنةً استهجانها لهذه الجريمة النكراء التي تستهدف، الحق في الحياة باعتباره أهم حق من حقوق الإنسان. وعبرت العصبة في بيان لها توصل "الأول" بنسخة منه عن استنكارها ل"كل الجرائم المرتكبة من قبل الجيش الجزائري والتي تؤكد نزوحه إلى إشعال فتيل التوتر بالمنطقة، وتهديد السلم و الأمان وإذكاء التفرقة والعنصرية والخلاف بين الشعوب". كما نددت ب"خطاب الحقد والكراهية والتشجيع على القتل الذي زامن حادث مقتل الشابين، المتبنى من طرف مؤسسات إعلامية تابعة للنظام أو الجيش الجزائري". وطالبت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان "المنتظم الدولي ومعه الحكومة المغربية والحكومة الفرنسية، إلى دعوة الجزائر علنا إلى إنهاء أي سياسة، سواء كانت صريحة أو بحكم الأمر الواقع، لاستهداف المواطنين المغاربة والضغط من أجل محاسبة أي مسؤولين جزائريين كبار تأكّد تورطهم في عمليات القتل المستمرة بحق المدنيين" وأكدت على "ضرورة تسليم السلطات الجزائرية جثة الضحية الثاني، و الإفراج عن المعتقل". ودعت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان "المنظمين والمشاركين في الأحداث والمنتديات الدولية الكبرى التي تحضرها الحكومة الجزائرية إلى التحدث علنا عن قضايا القتل خارج نطاق القانون، أو عدم المشاركة عندما يكون الهدف الأساسي غسل السجل الحقوقي الجزائري". وقالت العصبة في بيانها إنّ "الجيش الجزائري، مُصرّ في وقائع مختلفة خلال السنوات الأخيرة، على إطلاق الرصاص الحي في حق مدنيين عزل، على طول الحدود المغربية الجزائرية البرية منها والبحرية، أو فوق التراب الجغرافي الخاضع لولاية الجزائر". وتابعت، "وتتواصل جرائم الجيش الجزائري لتقتنص بين الفينة والأخرى مواطنين مغاربة بطريقة وحشية وهمجية، حيث استهدفت مساء الثلاثاء خمسة شبان دخلوا بالخطأ المياه البحرية الجزائرية المحادية لمنطقة السعيدية وأعدمت اثنان منهم واعتقلت آخر ونجا أحدهم بالهرب من وابل الرصاص فيما بقي مصير آخرين، إلى حدود كتابة هذا البيان، مجهولا". وأشارت في بلاغها، بالعودة إلى وقائع الحادثة المفجعة إلى أنه "حسب المعطيات المتوفرة في وسائل الإعلام، أو تلك التي حكاها أحد الناجين، فإن الهالكين المغربيين، اللذين يحملان الجنسية الفرنسية، كانا قد دخلا رفقة 3 آخرين خطأ إلى المياه التابعة للجزائر على مستوى "مرسى بن مهيدي"، ليباغثهم قارب تابع للقوات البحرية الجزائرية، والذي حاول في الوهلة الأولى إغراقهم، ليتوقف مؤقتا عن جرمه بعد أن أخبروه بأنهم تائهون يبحثون عن منفذ نحو شاطئ السعيدية، فأشار لهم الجنود الجزائريين نحو الوجهة الصحيحة، وما إن استدار الشبان نحو وجهتهم حتى أطلق عليهم الجنود الرصاص". وأضافت: "وتنضاف هذه الجريمة النكراء إلى سلسلة من الجرائم التي تستهدف الحق في الحياة الذي هو أساس الحقوق كلها كما هو مضمن في المادة 3 من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان و المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، حيث رشحت على سطح الأحداث خلال السنوات الأخيرة مجموعة من الواقائع التي تؤكد على أن القتل خارج نطاق القانون، أضحى منهجا يطبع سلوك الجيش الجزائري بكل فروعه وأسلاكه". وقالت العصبة المغربية لحقوق الانسان، "فمنذ سنوات والرصاص الجزائري يلعلع على طول الحدود المغربية الجزائرية، إذ أصاب سنة 2014 شابا على مستوى الرأس تم إنقاذه بصعوبة، وأنهت البحرية الجزائرية حياة مهاجرة غير نظامية مغربية سنة 2022 وفشلت في إصابة العشرات في حوادث متفرقة، فيما لم يسلم المحتجزون في مخيمات تندوف من هذه الجرائم الممنهجة إذ تعرض عدد منهم في مناسبات عدة لإطلاق النار، بل إن وحشية الجيش الجزائري وصلت ذروتها إلى درجة قتل محتجزين بمخيمات تندوف عن طريق رميهما أحياء في حفرة وحرقهما".