تفصلنا أيام قليلة عن عيد الأضحى.. عيد أصبح مغاربة هذا الزمن يختلفون عن سابقيهم في الاحتفال به أو هجره بطقوسه تماما. موقع "الأول" توجه إلى مجموعة من النشطاء العلمانيين بسؤال: "كيف دايرة علاقتك بالعيد لكبير؟" فكانت أجوبتهم كالتالي: عبد الله زعزاع:" أنا ضد تحويل القتل إلى طقس مربوط بالعقيدة عبد الله زعزاع، اليساري "الجمهوري" والمعتقل السياسي السابق قال ل"الأول": "أنا لست ضد العيد باعتباره يوم فرحة تجتمع فيه العائلة، لكنني ضد أن يتحول القتل إلى طقس، بالإضافة إلى ربطه بالعقيدة التي لا أتفق معها". وأضاف زعزاع المعروف بعلمانيته:" أنا أتفهم أن يقوم إنسان بالصيد عندما يكون جائعا ويحتاج إلى غذاء، لكن أن يصيد ويقتل فقط من أجل المتعة ومشهد الدم فهذا قتل لا أتفق معه". فكيف تقضي أيام العيد؟ يجيب زعزاع: "أشتري "الدوارة" وقليلا من اللحم، أنا وزوجتي رشيدة من دون أن أمارس بطقوس الذبح التي أرفضها". مينة بوشكيوة: عيد الأضحى طقس طوطمي أولا، كعلمانية أحترم حرية المعتقد، وحرية كل متدين في ممارسة طقوس تدينه مادامت لا تضر بالآخرين، لكن طقس عيد الأضحى، لا يرتبط في نظري، فقط بالشعائر الإسلامية، ولكنه طقس طوطمي وجد عند الإنسان منذ بدء اعتقاده في وجود قوى غيبية مسؤولة عن خير العالم كما عن شروره. وعلى كل حال، يبقى لعيد الأضحى بالنسبة لي، وجهه المشرق، كأي نوع من الاحتفال، يحيي فيه المواطن أواصر المودة والتواصل وتنتعش بفضله كثير من الأنشطة الاقتصادية، ومع ذلك، يبقى وجهه السلبي داخل مجتمعنا المغربي، في ربطه بالواجب والإلزام وخاصة عند الفئات المحرومة، ما يشجع نهم شركات القروض ويدخل القدرة الشرائية للمواطن البسيط في دوامة استنزافية. ثانيا، أنا واضحة في اختياراتي، فلم أقم أبدا بشراء كبش وذبحه خلال فترة زواجي وتكوين أسرة صغيرة، كنت أحتفل مع العائلة، ولكن مؤخرا ومنذ عشر سنوات، صرت أستغل فرصة العيد للسفر داخل المغرب وخارجه. ندى الحريف: العيد فرصة لالتئام العائلة أما ندى الحريف، المناضلة اليسارية في الحزب الاشتراكي الموحد، فقالت ل"الأول": "عيد الأضحى يكون مناسبة لاجتماع كل أفراد العائلة الكبيرة في منزل جدتي "أمي لالة". يقوم أعمامي بشراء عجل، يذبحونه. وقد استمرت هذه العادة حتى بعد وفاة جدتي". العيد الكبير، بالنسبة للفاعلة اليسارية، هو فرصة لالتئام العائلة واسترجاع الذكريات، وتمتين لُحمة القرابة لتستمر متماسكة في المستقبل. حكيم صيكوك: العيد الكبير شبيه بمجزرة صبرا وشاتيلا حكيم صيكوك، أستاذ الفلسفة، قال ساخرا: "أنا عادة أتحاشى طقوس الذبح.. لأن ما يحدث يوم العيد الكبير شبيه بمجزرة صبرا وشاتيلا". وأضاف صيكوك: إنا في الحقيقة أذهب لزيارة والدي قبل صلاة العيد حتى أتجنب تلك الطقوس، ثم أتوارى بعيدا عن مكان بعيد عن الدم والذبح". عبد الله الصباري: أغلق الهاتف وأحتفي بالعيد عبد الله الصباري الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية قال: "إنا أحرص على ممارسة طقوس الأعياد الدينية، كأي مغربي مسلم". وأضاف الصباري:"عيد الأضحى هو فرصة أغتنمها لكي أرتاح وأختلي بعائلتي في جو من الفرحة، إلى درجة أنني أغلق هاتفي لثلاث أيام". بشرى الغزلاني: مشاهد الذبح والدم فيها الكثير من العنف أما بشرى الغزلاني، القيادية بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فقالت "لقد تحول العيد الكبير من يوم له بعد ديني وروحي إلى فرصة للربح على حساب مواطنين يتخبطون في أزمات لا حد لها بفعل الوضع الاقتصادي المزري". وتابعت الغزلاني: "أغلب المغاربة ليست لديهم القدرة لشراء خروف العيد، نظرا لارتفاع الأسعار، وضعف القدرة الشرائية". مضيفة: "العيد في نظري تقليد كبرنا عليه وكنت في السابق أنخرط فيه، لكن في السنوات الأخيرة وبحكم أني أعيش أنا ووالدتي فقط، انقطعنا عن نحر الأضحية بحكم مرض أمي وعدم اهتمامي أنا بالطقوس"، الغزلاني أنهت اتصالها بالأول قائلة: "مشاهد الذبح والدم فيها كثير من العنف ويجب إبعاد الأطفال عنها، لما في مشاهدتهم لها من خطر على تكوين شخصيتهم ونفسيتهم".