في مراسم دينية مهيبة تعود إلى ألف عام من التاريخ والتقاليد لكن تم تكييفها لتعكس صورة المملكة المتحدة في القرن الحادي والعشرين، توج الملك تشارلز الثالث وقرينته الملكة كاميلا على عرش بريطانيا السبت في كاتدرائية ويسمنتستر في العاصمة لندن. وأقيمت مراسم التتويج للمرة الأولى منذ 70 عاما، إذ تعود نسختها الأخيرة إلى 1953 حين اعتلت والدة تشارلز إليزابيت الثانية العرش وتولته حتى وفاتها في شتنبر 2022 عن 96 عاما بعد أطول فترة حكم لبريطانيا. ووضع كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي على رأس تشارلز الثالث (74 عاما) تاج القديس إدوارد المصنوع من الذهب الخالص والمرصّع بالأحجار الكريمة والمغطّى بقماش من المخمل الأرجواني، في ذروة مراسم سبقها اعتقال الشرطة، التي كانت قد حذرت من أنها لن تتسامح مع محاولة لعرقلة التتويج. وامتدت المراسم على مدى ساعتين، ورغم أن بعض محطاتها تمّ تحديثها، إلا أن جزءا كبيرا منها متوارث من ألف عام عن أسلاف الملك وعددهم 39 تُوّجوا في كاتدرائية ويستمنستر منذ 1066. أطل الملك تشارلز من شرفة قصر باكنغهام مع زوجته الملكة كاميلا ونجله الأكبر ولي العرش الأمير وليام وكبار أفراد العائلة المالكة، لكن لوحظ غياب نجله الأصغر الأمير هاري. وحضر هاري المراسم في كنيسة وستمنستر دون أن ترافقه زوجته ميغان وطفلاه، والذين بقوا في الولاياتالمتحدة. ووفق معلقين، فإن ظهور هاري مع العائلة في الشرفة كان من شأنه أن يشير إلى التصالح بعد الخلاف. هذا، وظهر الملك تشارلز والملكة كاميلا مرة ثانية في الشرفة وسط هتافات عشرات الآلاف الذين احتشدوا في طريق ذا مول الواسع المؤدي إلى القصر. وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية السبت أن عرضا جويا بطائرات عسكرية للاحتفال بتتويج الملك تشارلز تم تقليصه بسبب الأحوال الجوية، حيث تم إجراء تغييرات عليه ليكون بطائرات هليكوبتر وفريق السهام الحمر للاستعراض الجوي التابع لسلاح الجو الملكي.