تشهد العاصمة السودانية الخرطوم منذ صباح السبت اشتباكات بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو، في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى مواجهة مسلحة. وأعلنت قوات الدعم قبيل الظهر "السيطرة الكاملة" على القصر الجمهوري في وسط العاصمة ومطارها وكذا مطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط). وقالت في بيان إنها سيطرت أيضا على مقر إقامة قائد الجيش الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان ردا على هجمات للجيش على قواعد لها. وقالت هذه القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو في بيان إنها تمكنت من "السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومطاري مروي والأبيص وعدد من المواقع بالولايات" الأخرى. في المقابل، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان". وأضاف أن "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد". كذلك، أعلن الجيش السوداني بعد الظهر أن الطيران الحربي نفذ ضربات جوية على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين اللذين تبادلا الاتهامات ببدء القتال. وقال بيان للجيش إن "القوات الجوية تقوم بتدمير معسكر طيبة ومعسكر سوبا التابع لميليشيا الدعم السريع" في الخرطوم. وكانت قوات الدعم السريع قالت في البداية إن الجيش السوداني شن السبت هجوما على إحدى قواعدها في الخرطوم، فيما كان يسمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية، حسبما أفاد مراسلون من وكالة الأنباء الفرنسية وشهود عيان. كذلك، اتهم الجيش السوداني السبت قوات الدعم السريع المسلحة بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى بعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها. وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان" مضيفا: "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد". وجاء في بيان قوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي: "تفاجأت قوات الدعم السريع صباح اليوم (السبت) بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وازاء هذا الاعتداء الغاشم توضح قيادة الدعم السريع أنها اجرت اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة في السيد مالك عقار والاستاذ مني اركو مناوي والدكتور جبريل ابراهيم وأطلعتهم على الأمر. كما ذكر شهود بأن "مواجهات" ودوي انفجارات وإطلاق نيران سمع قرب قاعدة تتمركز فيها قوات الدعم السريع في جنوبالخرطوم. وسمع مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية إطلاق نار قرب مطار الخرطوم وفي شمال العاصمة السودانية. يأتي هذا بعد يومين على تحذير الجيش السوداني من أن البلاد تمر ب "منعطف خطير" بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية فيما تراوح جهود العودة إلى المرحلة الانتقالية مكانها. وقال الجيش في بيانه الخميس إنه "يقع على عاتق القوات المسلحة دستورا وقانونا، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة". مضيفا: "القوانين نظمت كيفية تقديم هذا العون، وبناء على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بحشد القوات داخل العاصمة وبعض المدن". في ظل هذه الأحداث، دعت القوى المدنية السودانية التي وقعت اتفاقا مبدئيا لتقاسم السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع الجانبين إلى وقف القتال. وقالت في بيان: "ندعو قيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع لوقف العدائيات فورا وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل". وتابعت "نناشد الأسرة الدولية والإقليمية للمساعدة عاجلا في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله". وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان السبت إن القاهرة تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان إثر الاشتباكات هناك. وأضافت أنها "تطالب جميع الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني وإعلاء للمصالح العليا للوطن". من جانبها، حثت السفارة البريطانية في السودان رعاياها بالبقاء في أماكن مغلقة وقالت إنها تراقب الموقف عن كثب. وقالت على تويتر: "نراقب عن كثب الموقف في الخرطوم والمناطق الأخرى التي تدور فيها اشتباكات". بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الوضع في السودان "هش" لكنه أصر على أنه لا تزال هناك فرصة لاستكمال الانتقال إلى حكومة يقودها المدنيون. وأضاف خلال تصريحات من العاصمة الفيتنامية هانوي أن بعض اللاعبين "ربما يحاولون عرقلة التقدم" في السودان.