قال رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، إن القارة السمراء، تضم حوالي 400 مليون شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة، وهم يشكلون القلب النابض لافريقيا والمحرك الأساسي لازدهارها وتنميتها. وأضاف ميارة، في كلمة له خلال أشغال "حوار البرلمان الافريقي للشباب"، الذي يحتضنه البرلمان المغربي، أنه يرتقب أن تستمر هذه الدينامية الديموغرافية في السنوات المقبلة، إذ أن مجموعة من التقارير والدراسات تؤكد أنه في أفق سنة 2050 سيكون 60 في المائة من الأفارقة دون سن 24 سنة وأن 35 في المائة من شباب العالم سيكونون من القارة السمراء، "وهو ما سيجعل من إفريقيا قارة الشباب في القرن الواحد والعشرين". ودعا رئيس مجلس المستشارين، إلى الاستثمار في "العائد الديمغرافي" من خلال تطوير سياسات عمومية وطنية وأجندة قارية مندمجة لفائدة الشباب، تمكنهم من الفرص التي يستحقونها وتفتح أمامهم أبواب الكرامة والعدالة الاجتماعية. واعتبر ميارة، أن رفاه الشباب الافريقي، لا يمكن أن يتحقق من دون "أجندة قارية متكاملة" تمكننا من تحويل التحديات التنموية الحالية الى فرص حقيقية، لافتا إلى أن العالم يعرف تغيرات متسارعة تحتم علينا أكثر من أي وقت مضى أن نكثف الجهود لنكون عند مستوى تحولات "النظام العالمي الجديد". وقال ميارة أيضا: "نمتلك من الفرص والمؤهلات ما يكفي لانبثاق إطار تنموي قاري جديد يضمن تحولات اقتصادية قارية عادلة ومنصفة، مشددا في المقابل أن هناك ثلاث أوراش هيكلية، يجب التفكير في سبل جعلها مفاتيح استراتيجية لنهضة القارة وشبابها، ويتعلق الأمر، باعتماد القارة لاتفاقية "منطقة التبادل الحر الافريقية"(ZLECAF) ، وهي توجه سيمكن مقاولاتنا من سوق قارية مشتركة يصل حجمها لأزيد من 1.3 مليار مستهلك، "وهو ما من شأنه تحريك عجلة التنمية وتوفير الفرص للشباب". وسجل رئيس مجلس المستشارين، أن هذا الورش قد يمكن من إحداث عدد كبير من مناصب الشغل لفائدة الشباب وانقاذ 30 مليون مواطن افريقي من الفقر المدقع وتحسين دخل 68 مليون شخص، مع زيادة الثروة القارية ب 450 مليار دولار. ويهم التحدي الثاني، بحسب ميارة، دخول العالم لمرحلة الثورة الصناعية الرابعة، وهي فرصة مثالية للاستفادة من القدرات الكبيرة لشبابنا على الابداع والابتكار وتعزيز خلق الثروة والفرص عبر المقاولات الناشئة المبتكرة، خصوصا في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وصناعة الرقاقات الالكترونية وأشباه الموصلات الضرورية للتكنولوجيات الدقيقة. وأشار المتحدث ذاته، إلى انبثاق سلاسل قيمة جهوية جديدة، ستعوض بشكل تدريجي سلسلة القيمة العالمية لمرحلة ما قبل كوفيد 19، وهو ما يحتم علينا العمل بشكل سريع على تعزيز الربط اللوجيستي بين بلداننا على المستويات البحرية والجوية لتسهيل تبادل السلع وتعزيز تدفقات التجارة البينية، بجانب تعزيز التمويلات الخاصة بدعم التوطين المشترك للأنشطة الخالقة للقيمة المضافة والفرص الشغل لشبابنا. وأكد رئيس مجلس المستشارين، على أن هذه الأوراش، " تعتبر فرصا تاريخية غير مسبوقة لضمان تحول تنموي مستدام وتقليص الفجوة التنموية مع دول الشمال"، داعيا البرلمانيين إلى العمل على إبداع أساليب تنفيذ مبتكرة مبنية على النجاعة والجودة والأثر المباشر على المواطنات والمواطنين الأفارقة. كما طالب ميارة، البرلمان الافرقي، برفع التحديات الكبرى التي تواجهها شعوب القارة السمراء، والمساهمة في الديناميات المؤسساتية التي تشهدها افريقيا على كافة الأصعدة، مسجلا أن البرلمان الافريقي، "سيلعب أدواره كاملة في المستقبل للمساهمة في انجاح الطموحات التنموية والاقتصادية والاجتماعية لقارتنا وصيانة المصلحة الفضلى لشعوبنا وفي مقدمتهم الشباب".