أحيا حادث الحريق الذي أتى مطلع الأسبوع الجاري على أحد أجنحة الحي الجامعي بوجدة، وأودى بحياة طالبين وإصابة 24 آخرين بكسور وحروق متفاوتة الخطورة، علاوة على خسائر مادية جسيمة، مطالب رفعت في أوقات سابقة بتشكيل لجنة استطلاعية إلى الأحياء الجامعية بالمغرب. ووجّه رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب رشيد حموني، طلبا إلى رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال، يروم تشكيل مهمة استطلاعية مؤقتة للوقوف على شروط وظروف إيواء الطلاب في الأحياء الجامعية ومعايير حصولهم على الإقامة بها. كما تسعى هذه المهمة الاستطلاعية إلى التحقق من مدى توفر هذه الأحياء على شروط السلامة الصحية ونوعية الخدمات التي تقدمها مرافقها وفضاءاتها، إلى جانب الاطلاع على جودة الوجبات الغذائية المقدمة، ثم الحصول على أجوبة عن مجموعة من الأسئلة والاستفسارات. وتتطلع المهمة الاستطلاعية إلى عقد اجتماعات مع كل من مسؤولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مدير ومسؤولي المكتب الوطني الجامعي للأعمال الاجتماعية والثقافية، مدراء ومسؤولي الأحياء الجامعية بالمغرب. يذكر أن تدبير الأحياء الجامعية بالمغرب كان موضوع تقرير أسود أعده المجلس الأعلى للحسابات قبل أزيد من 10 سنوات، أماط اللثام عن اختلالات عميقة بخمس أحياء جامعية، من بينها الحي الجامعي بوجدة حيث وقعت المأساة الإثنين الفائت. وأظهر التقرير انتشار الزبونية والمحسوبية في الاستفادة من الإيواء في كل من الحي الجامعي "أكدال" الرباط، "مولاي إسماعيل" الرباط، الحي الجامعي الدارالبيضاء، "السويسي 2" الرباط والحي الجامعي وجدة، كما نبّه إلى عدم احترام شروط الصحة والسلامة وسوء توزيع الطلبة بين الغرف ورداءة خدمات الإطعام، وعدم احترام مقتضيات القانون الداخلي ودفاتر التحملات.