وجدت الحكومة والمعارضة في فنزويلا، أمس الإثنين، أرضية مشتركة على جبهتين بما في ذلك تصدي البلاد لوباء كوفيد-19 في خطوة تشكل محاولة على طريق إنهاء أزمة سياسية طويلة. ووقع "اتفاقان جزئيان" بعد أن عقد ممثلو الرئيس نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان غوايدو محادثات استمرت أربعة أيام في مكسيكو بوساطة من النروج. واتفق الجانبان أيضا على عقد اجتماعات جديدة من 24 إلى 27 شتنبر في مكسيكو، تتمحور حول تنظيم انتخابات والعقوبات المفروضة على فنزويلا. وذكر بيان مشترك نشره الوفد النروجي أنه تم التوصل إلى اتفاق أول بين الطرفين من أجل "وضع آليات لاستعادة وضمان الموارد التي تلبي احتياجات السكان، مع التركيز بشكل خاص على آثار جائحة كوفيد-19، بما في ذلك تلك القادمة من المنظمات متعددة الأطراف التي يحق للجمهورية الحصول عليها". وقال كبير المفاوضين الحكوميين خورخي رودريغيز إن ذلك يشمل سحب أموال من صندوق النقد الدولي. واتفق وفدا الحكومة والمعارضة على "تعيين ثلاثة ممثلين لتشكيل مجلس وطني للرعاية الاجتماعية لمعالجة مجالات الصحة والغذاء"، حسب البيان المشترك. وقال النائب جيراردو بلايد الذي يقود وفد المعارضة إنه "من المهم لنا جميعا أننا حققنا مساحة نأمل ألا تكون مسيّسة للاتفاق على كل هذه الإجراءات في قضايا إنسانية". وأضاف "سنفعل ما في وسعنا، كل من الطرفين، للحصول على أموال للقضايا الإنسانية". يتعلق الاتفاق الثاني بالاعتراف ب "سيادة فنزويلا على غويانا إيسيكويبا"، أي الجزء الغربي من غويانا الواقعة بين الحدود المعترف بها بين البلدين ونهر إيسيكويبو. وأيسيكويبا منطقة تبلغ مساحتها 159 ألفا و500 كلم مربع وغنية بالموارد الطبيعية. وتطالب بها فنزويلا منذ 1897. وأكد رئيس وفد المعارضة أن "إيسيكويبو ملك للفنزويليين، ولا يمكن أن يكون هناك خلاف حول الدفاع عن أراضينا وسيادتنا". وكان المدعون العامون الفنزويليون اتهموا من قبل غوايدو بالخيانة والتآمر لتسليم إيسيكويبو إلى شركات متعددة الجنسيات. وكان الرئيس نيكولاس مادورو حذر أول أمس الأحد من أن هذه المفاوضات لن تؤدي إلى "الإفلات من العقاب" وهو ما فسر على أنه تحذير لغوايدو الرئيس السابق للبرلمان الذي أعلن نفسه رئيسا انتقاليا في 2019 ويواجه اتهامات عدة في فنزويلا. وقال رودريغيز إن "ما يبشر بالخير هو أن يومنا الأول من المناقشات الرسمية قادنا إلى توقيع اتفاقين بهذه الأهمية". وأضاف "مع أن الأمر كان صعبا وكانت لدينا مواجهة بين الأفكار كما يحدث في أي ديموقراطية، وعلى الرغم من أنه كان تعبيرا قويا عما يفكر به كل منا، تمكنا من القيام بذلك في جو من التعاطف وحتى من الود وتمكنا أيضا من العمل معا". واعترف جيراردو بلايد بأن "عملية" المفاوضات هذه "ستكون طويلة وصعبة". ورحب مادورو بنتائج المحادثات ووصفها بأنها "نجاح للفنزويليين"، بينما قال غوايدو إن التقدم في المجال الإنساني سيساعد في إنقاذ أرواح. وكتب على تويتر "نحن واضحون في تأكيدنا أن المأساة في بلادنا لا تتطلب اهتماما عاجلا فحسب بل تتطلب أيضا حلولا أساسية نكافح من أجلها". وقال خورخي رودريغيز رئيس البرلمان الفنزويلي الذي يتمتع بثقة الرئيس نيكولاس مادورو "موعدنا الجمعة 24 والسبت 25 والأحد 26 والاثنين 27 هنا في مكسيكو لمناقشة النقاط الأخرى التي حددت". وأوضح جيراردو بلايد "اتفقنا على أن أول بندين على جدول أعمال الجولة القادمة من المفاوضات سيكون النظام القضائي في فنزويلا وهو قضية عميقة ومعقدة، لكن يجب أن نبدأ إعادة تأسيس الديموقراطية في البلاد". ورحبت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة ببدء الحوار وأعربت عن أملها في "إعادة سلمية للديموقراطية" في فنزويلا. ويأتي هذا الحوار قبل انتخابات حكام الولايات ورؤساء البلديات التي ستجرى في نوفمبر وستشارك فيها الأحزاب السياسية المعارضة الرئيسية، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات. (أ ف ب)