يهدد تفاقم تلوث التربة وانتشار النفايات مستقبل إنتاج الأغذية حول العالم كما يهدد صحة الإنسان والبيئة، وهو ما يتطلب استجابة عالمية عاجلة، بحسب ما ورد في تقرير مشترك صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة. وتم إطلاق التقرير العالمي لتلوث التربة من قبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو والمديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، إنجي أنديرسون خلال حدث افتراضي عقد، مؤخرا، في إطار الاحتفالات بيوم البيئة العالمي وعقد الأممالمتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2030-2021). وحسب هذا التقرير المشترك، فإن تلوث التربة يشكل ظاهرة عابرة لكافة الحدود، وهو "يمس بسلامة الغذاء الذي نأكله والماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه". وأبرز أن التدهور البيئي الواسع النطاق الناجم عن تلوث التربة نتيجة للاحتياجات المتزايدة التي تتطلبها النظم الزراعية والغذائية والصناعية وسكان العالم الآخذ عددهم في التزايد، لا ينفك يتفاقم وهو أحد التحديات الكبرى التي تواجه العالم في ما يتصل بإصلاح النظام الإيكولوجي. واعتبر أن الأنشطة الصناعية وأنشطة التعدين، وسوء إدارة النفايات الحضرية والصناعية، واستخراج الوقود الأحفوري وتجهيزه، فضلا عن الممارسات الزراعية غير المستدامة والنقل، المصادر الرئيسية لتلوث التربة. وفي هذا السياق، أكد المدير العام للفاو على ضرورة الاستجابة المنسقة من أجل التصدي لتلوث التربة وتعزيز صحتها بغية تلبية أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وقال شود ونيو إن حماية التربة تكتسي أهمية قصوى من أجل ضمان نجاح النظم الزراعية والغذائية في المستقبل، وإصلاح النظام الإيكولوجي وحياة الجميع على كوكب الأرض. وأضاف "إن مجتمعنا يريد غذاء مغذيا وآمنا وخاليا من الملوثات والممرضات. وإن هذا ينعكس في عملنا بشأن كيفية تحويل نظمنا الزراعية والغذائية من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب". من جانبها ، اعتبرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أن عقد الأممالمتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية، الذي يشترك برنامج الأممالمتحدة للبيئة في قيادته مع منظمة الأغذية والزراعة، يمثل فرصة للتغيير. كما دعت إلى تعزيز إنفاذ الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالبيئة، فضلا عن الرصد الطويل الأجل لوقف التلوث الصناعي والممارسات المستدامة في الزراعة التي تدعم استخدام المبيدات المراعية للبيئة. وتوقع التقرير المشترك بين المنظمة وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أن يستمر تلوث التربة والبيئة في التفاقم ما لم يحدث تحول في أنماط الإنتاج والاستهلاك، وما لم يتخذ التزام سياسي أقوى بدعم الإدارة المستدامة للطبيعة واحترامها الكامل. وبعدما أشار إلى أن معالجة التربة الملوثة هي عملية معقدة ومكلفة، أكد على الحاجة إلى الوقاية من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع، داعيا إلى إنشاء نظام عالمي للمعلومات والرصد بشأن تلوث التربة، وأطر قانونية أقوى لمنع تلوث التربة ومعالجتها، ومبادرات لتعزيز التعاون الفني وتنمية القدرات.