عقد رفاق المرحوم أحمد الزايدي، اليوم السبت، بمسرح عبد الرحيم بوعبيد بالمحمدية المؤتمر التأسيسي لحزب "البديل الديمقراطي" تحث شعار: "الثقة في الشعب هي البديل". هذا الحزب الذي عرف تأسيسه مخاضا طويلا، بعدما ضاق البيت الاتحادي بأبنائه، وبعد فشل فكرة العودة إلى "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية". وقد انتخب المؤتمر علي اليازغي منسقا عاما ل"البديل الديمقراطي"، كما انتخب تنسيقية وطنية من 21 عضوا، مهمتها التدبير اليومي لقرارات وبرامج الحزب، تجتمع كل أسبوع. وكتابة وطنية من 37 عضوا تجتمع كل 15 يوما. وبشكل مفاجئ، غاب عن الجلسة الافتتاحية كل من محمد اليازغي، الكاتب الأول الأسبق للاتحاد الاشتراكي، والقيادي الاتحادي البارز الطيب منشد، بعدما راج بقوة أن هذين الاسمين هما مرشدا احمد الزايدي ورفاقه، منذ الأزمة التي شهدها الاتحاد الاشتراكي عقِب المؤتمر التاسع. الغائبان الأكبران أيضا عن أشغال هذا المؤتمر هما جمال أغماني وحسن طارق اللذان ذُكر اسمهما مرارا في الإعلام باعتبارهما الأوفر حظا لقيادة الحزب الجديد، بعد وفاة احمد الزايدي وانسحاب احمد رضا الشامي وطارق القباج وعبد العالي دومو، وتردد علي اليازغي. فبينما نأى طارق، قبل مدة، بنفسه عن اجتماعات تنسيقية البديل، سافر أغماني إلى تونس قبيل موعد المؤتمر. كما غاب عن الجلسة الافتتاحية الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، ادريس لشكر، الذي كان الحزب الجديد قد وجه إليه دعوة للحضور، ولم ينتدب لشكر أيا من أعضاء المكتب السياسي ل"الاتحاد" لينوب عنه. المؤتمر التأسيسي للبديل الديمقراطي، الذي كان قد وجه دعوة إلى رؤساء الأحزاب الممثلة داخل البرلمان بالإضافة إلى أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي، لم يحضر مؤتمره أي أمين عام، ففي الوقت الذي انتدب عبد الإله بنكيران لحسن الداودي لينوب عنه، كلف نبيل بنعبد الله عضو الديوان السياسي للتقدم والاشتراكية كريم التاج. أما فدرالية اليسار التي سبق لقياديين في "البديل الديمقراطي" أن عبّروا عن قربهم منها، فكان حضورها أقل من باهث؛ ففي الوقت الذي مثل الحزب الاشتراكي الموحد مصطفى الشافعي نائب الأمينة العامة، انتدب حزب الطليعة عضوا من الصف الثاني، هو عبد الله بنعقة. أما المؤتمر الوطني الاتحادي فلم يبعث أيا من أعضائه لحضور افتتاح المؤتمر. قاعة عبد الرحيم بوعبيد، التي غصت بالمؤتمرين، زينتها صور شهداء الحركة الاتحادية ورموزها الراحلة: بنبركة وبنجلون، وبوعبيد، غير أن ما كان يميز مؤتمر "البديل" عن باقي مؤتمرات أحزاب العائلة الاتحادية هي صور أحمد الزايدي، الذي غطّت جانبا من القاعة. علي اليازغي، منسق اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أكد في كلمته الافتتاح، على رمزية القاعة التي احتضنت الافتتاح، وقال إن "اختيار مسرح عبد الرحيم بوعبيد لم يكن صدفة، بل إن الأمر كان مقصودا، على اعتبار أن البديل الديمقراطي، هو امتداد لمدرسة بوعبيد"، كما أشار في كلمته إلى أن "البديل الديمقراطي وُجد لمواجه التحكم في المشهد السياسي والحزبي"، وأن "حزب البديل الديمقراطي جاء ليدافع عن استقلالية القرار الداخلي للحزب، كما كان يقول المرحوم الزايدي دائما"، وتابع اليازغي الابن أن "البديل هو حركة يسارية تقدمية اجتماعية ديمقراطية، وأكد على أن الحزب متشبث بالملكية البرلمانية كأفق سياسي". مؤتمرو "البديل الديمقراطي" بدوا متفائلون بمستقبل الحزب الجديد، من بين هؤلاء كانت فاطمة الزايدي، أخت المرحوم أحمد الزايدي، التي صرحت لموقع "الأول" متأثرة: "اليوم تأكدت أن أخي لم يمت، فهو كان ينتظر هذا اليوم، وها قد كان رفاقه في الموعد".