تسبب التدخل الأمني الذي وُوجه به، أمس الأربعاء، معتصم أساتذة التعاقد، في إصابة والد إحدى الأستاذات المتعاقدات من مديرية آسفي، الذي كان يرافق ابنته منذ أول أيام الإنزال الوطني بالعاصمة الرباط، الذي كانت قد دعت إليه “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” وانطلق يوم الإثنين بمسيرة احتجاجية حاشدة ثم معتصم ليلي كان مقررا تنفيذه ليلة أمس الأربعاء أمام مبنى البرلمان، غير أن السلطات الأمنية منعته. وبحسب المعطيات التي استقاها “الأول” من مصدر موثوق، صباح اليوم الخميس 25 أبريل الجاري، فإن حالة أب الأستاذة المتعاقدة لم تتجاوز مرحلة الخطورة بعد، إذ لازال في غيبوبة ويرقد بمصلحة الإنعاش بمستشفى السويسي بالعاصمة الرباط. وأفاد المصدر، الذي لم يفارق الأب منذ لحظة إصابته، بأن هذا الأخير يعاني من كسور متعددة على مستوى عموده الفقري والقدم ويده اليسرى، وذلك نتيجة تعرضه للتعنيف من لدن أفراد القوات العمومية، وكذا لرش قوي بخراطيم المياه بشارع الحسن الثاني بالقرب من المحطة الطرقية “القامرة” حيث سقط أرضا مغشيا عليه، قبل أن يتم نقله على وجه السرعة إلى مستعجلات السويسي ليتضح في أعقاب ذلك أنه مصاب بإصابة بليغة على مستوى الرأس. إثر ذلك، يضيف المتحدث، أن الأستاذة المتعاقدة أصيبت بانهيار عصبي وبصدمة وتتواجد بدورها في هذه الأثناء بمستشفى السويسي. وخلّف هذا الحادث المأساوي موجة تنديد واستياء عارمة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كون الأب تحمّل مشاق السفر من مدينة آسفي إلى الرباط لمساندة ابنته، بالرغم من أنه طاعن في السن، حيث يبلغ 62 عاما، في حين يجري الاستعداد إلى جمع مساعدات مالية لتأمين مصاريف العلاج للأب والوقوف مع العائلة في هذا المصاب. وكما بات معلوما، فإن هؤلاء الأساتذة يحتجون منذ أسابيع من أجل إسقاط نظام التعاقد وإدماجهم في صفوف الوظيفة العمومية، فيما يدخل إضرابهم أسبوعه السابع على التوالي في ظل دعوات الوزارة لهم باستئناف العمل.