يبدو أن نار الخلافات بين القيادية في حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين وزميلها في الحزب، مصطفى الرميد، كلما انطفأت إلا وعادت تصريحات أحد الطرفين لتشعلها من جديد؛ فعقب التصريحات التي أدلى بها الرميد خلال حلوله ضيفا على برنامج “حديث مع الصحافة” يوم الأحد الماضي على القناة الثانية، حيث لم يستبعد أن يكون قرار الأمانة العامة ل”البيجيدي” القاضي بالإطاحة بماء العينين من منصب النائب السابع لرئيس مجلس النواب واستبدالها بنائبة برلمانية أخرى، عقابا لها على خلفية ظهورها بدون حجاب خارج المغرب ونهجها أسلوب التمويه على مستوى التعاطي مع هده القضية، وجّهت ماء العينين مدفعيتها نحو الرميد، من دون أن تسميه، قائلة: “خروج الكثيرين للتعليق والتحليل والبحث عن البطولات على ظهر أمينة ماء العينين بطريقة متكررة يدل على قلة الرّجْلة، والعجز عن ممارسة أدوار البطولة في ميادينها الحقيقية: ميادين المواقف السياسية المشرفة التي ينتظرها الناس”. وواصلت ماء العينين هجومها ضد رئيس لجنة النزاهة والشفافية بحزب “المصباح”، في تدوينة نشرتها في وقت متأخر من ليلة أمس الإثنين 15 أبريل الجاري، موردة أنه لا يمكن أن ينتظر المرء التصويت لصالحه في كل المحطات، لذلك لم يسبق لها أن علقت على نتائج إعمال مساطر الترشيح والاختيار، غير أنها اعتبرت أن “امتهان التصريحات والتلميحات بشكل متكرر وانتقائي على خلفية حملات تشهير وإساءة مدروسة ومتعمدة موجهة ضد شخص بعينه ناله ما ناله منها، لا يمكنه ملء فراغ المواقف، كما لا يمكنه صنع بطولات وهمية لمن يبحث عنها هنا أو هناك”. المتحدثة، وفي أول رد لها بخصوص عدم تجديد ترشيحها لنيابة رئيس مجلس النواب، لفتت إلى أن “الناس أحرار في التعبير عن إرادتهم بالتصويت، فالديمقراطية الحقة تقتضي احترام نتائج هذا التصويت كيفما كانت الخلفيات التي تحكمه تجاه الأشخاص أو المواقف”، و”الدرس الديمقراطي يعلمنا أن نحترم إرادة المصوتين حتى لو كانت ضدنا”، تقول ماء العينين، متابعة في هجوم هذه المرة ضد قيادة الحزب الذي تنتمي إليه: “أود أن أذكر أنها ليست المرة الأولى التي لا يتم فيها التصويت علي في محطة من المحطات، فقد سبق للأمانة العامة أن صوتت ضد تقلدي لنفس منصب نائب رئيس مجلس النواب في بداية الولاية رغم تصويت أعضاء الفريق لفائدتي واختارت أختا أخرى لنفس المنصب، وسبق لها أن صوتت ضد اقتراح إلحاقي بالأمانة العامة، وغير ذلك كثير”. وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قد قررت الإطاحة بالنائبة البرلمانية آمنة ماء العينين من منصب النائب السابع لرئيس مجلس النواب، الذي كانت تشغله في نصف الولاية التشريعية السابقة 2016/2021، فيما أبقت على أسماء أخرى في مناصب مماثلة. ويأتي تخلي حزب العدالة والتنمية عن ماء العينين من منصبها هذا بعد الجدل الذي خلفه موضوع ظهورها بدون حجاب بالعاصمة الفرنسية باريس، ما خلَّف انقساما حادا بين صفوف “الإخوان”، فيما كان مصطفى الرميد، قد اعتبر حينها نزع ماء العينين لحجابها “عملا مرفوضا؛ لأنها حصلت على ثقة الناخبين باللباس الإخواني”، الأمر الذي أجج الخلافات بينهما.