اعتبرت ليلى السليماني، الكاتبة المغربية-الفرنسية، أن وفاة والدها كان لها الدور الكبير في ما وصلت إليه اليوم، ففي حوار لها، مع جريدة "لوموند" الفرنسية، قالت بعد وفاة والدي بلغت سن الثانية والعشرين "في ظروف جد صعبة"، أثبت لها ولوالدتها وأختها أنه "لا وجود لأي حماية في الواقع"، مضيفة "تهاوى كل شيء، حيث أدركنا أن المصائب ممكنة على الدوام، وأنه ينبغي إذا أن نفعل ما نتوق إلى فعله، لقد استوعبت والدتي تلهفي الكبير ورغبتي في الإنخراط في المسرح والكتابة ودعمتني في ذلك،، ثم إنني أظن كذلك أنني لم أكن لأكتب ما كتبته لو كان أبي مزال على قيد الحياة، ربما سكن موته أعماقي". وكان والد السليماني مصرفيا في المغرب واتهم باختلاسات مالية، وقد شهد صعودا مهنيا سريعا "رغم أنع ينحدر من وسط متواضع بفاس" تضيف ليلى، وقالت في حوارها، أن والدها درس الاقتصاد بفرنسا، وأصبح أستاذا في الرباط لدى عودته، ثم كاتب دولة في الاقتصاد خلال السبعينيات، ورئيس بنك كبير هو القرض العقاري والسياحي (CIH). وتضيف السليماني أن والدها "طرد من العمل عندما كانت في سن الثالثة عشر، ولم يعمل مجددا أبدا. إذ وجد نفسه في قلب فضيحة اختلاسات مالية، وكان ذلك بمثابة هبوط إلى الجحيم، لكنه لم يرغب أبدا في الفرار من المغرب، لأنه كان يدرك أنه بريء، توفي بعد مغادرته السجن"، موضحة أنه بعد "بضعة سنوات، حصل على براءته من جميع التهم، كان خطأ قضائيا، حيث كان كبش فداء وقد قلب هذا الأمر حياتنا". وقالت السليماني وهي تتحدث عن سجن أبيها: "كان عنيفا جدا، جدا. عشناه نحن الأربعة رفقة أمي، المرأة التي تفوق روعتها الروعة العادية. أمي هذه البطلة الخارقة، بدعمها لوالدي، وكرامتها، وشجاعتها، وحتى قوتها الجسدية، وطريقتها في حمايتنا.. كنا ننتمي إلى وسط بورجوازي مريح جدا، حيث كنا نعتقد أن هذه الأمور لا تشمل إلا الآخرين. فالسجن المغربي هو قانون عام، حيث لا نتصور في فرنسا ما يمكن أن يعينه انتقالك إلى بعد آخر! وقد أمضى والدي بداخله أربعة أشهر، بينما كان عمره واحدا وستين عاما.. إذ منحني ذلك، وأنا شابة، شكلا واضحا حول الوضع الاجتماعي والنجاح والصداقة، وهو ما لم يغادرني حتى بعد أن فزت بجائزة ال"غونكور".