للمرة الأولى منذ خروجه من منصبه، أدلى "ديك تشيني" نائب الرئيس الأمريكي السابق بحديث لشبكة سي ان ان الإخبارية الامريكية، كشف فيه أنه لم يكن دائما على قناعة بالقرارات التي يصدرها الرئيس جورج بوش فيما يتعلق بالملف الإيراني، والتي كانت معظمها تتعلق بالمسارات الدبلوماسية. وأضاف تشيني في الحوار الذي أدلى به لبرنامج "حال الأمة" أنه كان يقول مضطرا أنه من يقف وراء سياسات بوش، ولكنه يعترف أن العديد من المشاكل كانت تظل عالقة بينهما خاصة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع كل من إيران وكوريا الشمالية، وأن الرئيس السابق جورج بوش كان يتخذ قرارات، ولكن الكثير منها كان محل إعتراض من قبل تشيني. كما اكد تشيني أنه كان دائما ينبغي التوصل إلى طريقة لمنع إيران من التوصل إلى إمتلاك السلاح النووي، وأضاف (تحدثنا عن ذلك طيلة السنوات السابقة، وعملنا بصورة قوية عبر المؤسسات الدولية، ولكنني لم أرضى عن الكثير من تلك الخطوات)، كما أشار إلى ان الظروف الحالية تؤكد على أن إيران تريد إمتلاك السلاح النووي، وأنها تمتلك الكميات الكافية من اليورانيوم المخصب بدرجات منخفضة، وأنه على قناعة من أنها لن تغير موقفها. كان نائب الرئيس الأمريكي السابق، يمتلك قدرا كبيرا من التأثير على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ربما بصورة لم تحدث من قبل في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن في الفترة الأخيرة من ولاية جورج بوش، بدا الإعتماد أكبر على وزير دفاعه روبرت جيتس وعلى وزيرة الخارجية كوندليزا رايس، وقد إعترضا على شن حرب على إيران. وبالنسبة للحرب على العراق، قال تشيني أن إدارة بوش نجحت في تحقيق كل الأهداف تقريبا، ونجحت في إيجاد حكومة عراقية ديمقراطية في قلب الشرق الأوسط، وأن هذا كان الهدف الأساسي من الحرب، مشرا إلى أن إنخفاض وتيرة العنف وإجراء إنتخابات عراقية يعتبر مؤشر آخر للنجاح، ومع ذلك رفض تشيني القول إذا ما كانت تلك النجاحات هي المؤشر لقياس إنتهاء دور القوات الأمريكية في العراق أم لا، وأضاف (لا أريد أن أستخدم هذا المصطلح، لانه سيقود إلى ردود لا نحتاجها الآن، أريد من المواطنيين والإعلام ان يدققوا في الواقع السائد في العراق اليوم ووقتها سوف يدركون أي نجاح تحقق هناك). كما إنتقد تشيني بشده تعيين "كريستوفر هيل" الذي شغل منصب المبعوث الأمريكي لمحادثات كوريا الشمالية في عهد بوش، كسفير لحكومة اوباما في بغداد، وقال (إنه ليس الرجل الذي كنت قد أختاره، فلا يوجد لديه الخبره الكافية في هذه المنطقة، ولا يمتلك المؤهلات والقدرات كي يصبح السفير الأمريكي مثل السفير السابق). من جانب آخر، زعم تشيني أنه بالطريقة التي يقوم بها باراك أوباما بالتعامل مع قضايا الأمن والإرهاب، فإنه بذلك يحول الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى منطقة غير آمنة، وحذر أوباما من أنه يتعامل مع الإرهاب الدولي وكأنه مشكلة تتعلق بالقانون الذي يجب أن يتم تحقيقه، وليس على أنه حرب دولية، مشيرا إلى أن برنامج إدرة بوش فيما يتعلق بالمتورطين بالإرهاب وجمع المعلومات الإستخباراتية، كان الهدف منه منع تعرض الولاياتالمتحدةالأمريكية لعمليات إرهابية مستقبلية، وأنه كان مناسبا للحفاظ على أمن أمريكا. كما هاجم تشيني باراك أوباما بشدة على أوامره بإغلاق معتقل جوانتانامو، والذي يضم أشخاص متهمين بالإرهاب، مضيفا أنه من غير المنطقي إتهام إدارة بوش بجميع المشاكل الإقتصادية، مدافعا على نفقات إدارة بوش الخاصة بالحرب على العراق، معتبرا انها كانت حربا على الإرهاب، وقال (كان ذلك جائزا في الحرب العالمية الثانية، وقد كان جائزا الآن). وإتهم ديك تشيني الحزب الديمقراطي بلإهمال الجثيم الذي تسبب على حد قوله في بداية الإنهيار الإقتصادي، وتعليق هذه الازمة بمحاولات بوش لإجراء إصلاحات في البنوك والرهون العقارية. كما إعترف بأن قرار بوش عدم إصدار عفو عن لويس ليبي "سكوتر" شكل خلافا حادا بينهما (كان سكوتر أحد الشخصيات الهامة في إدارة بوش، وتم إتهامه بالإدلاء بشهادة كاذبة وعرقلة التحقيقات الخاصة بتحديد من سربوا هوية عميلة وكالة الإستخبارات المركزية فيلاري بيلم زوجة السفير جو ويلسون، الذي كان قد ترأس وفد إلى النيجر وعاد ليؤكد أن صدام حسين لم يبرم أي صفقة لشراء اليورانيوم).