من عبد الواحد الطالبي – (عالم اليوم بريس) قذفت نتائجُ حزب الاستقلال في اقتراع الأربعاء الماضي بحمم بركان الغضب في سماء مدينة مراكش، من عودة أبدوح وبقوة للتنسيق الإقليمي من بوابة التفويض الشامل من نزار بركة الأمين العام للحزب للتشاور والتحالف مع الفرقاء السياسيين في المدينة والجهة لتشكيل مجموعات الائتلاف للحكم المحلي بمختلف المقاطعات ومجلس المدينة ومجلس الجهة. ويتهم استقلاليو مدينة مراكش عبد اللطيف أبدوح بالتآمر ضد اللوائح التي تقدم بها حزب الاستقلال للانتخابات الجماعية في مختلف دوائر الإقليم، وبتواطؤ بعض أعضاء ووكلاء هذه اللوائح التي سهر على هيكلتها وترتيبها مفتشو الحزب كما يبدو في الظاهر وكان أبدوح من خلف الستارة يمسك بخيوط الدمى. وخمد بركان الغضب منذ سلم أمين عام حزب الاستقلال مهام التنسيق الحزبي الإقليمي في مراكش دون بقية أقاليم الجهة للمحامي الشاب مفتش الحزب بمنطقة المنارة–جيليز الأستاذ يونس بوسكسو الكاتب الإقليمي السابق والذي ترشح وصيفا في لائحة الميزان بمقاطعة المنارة وخاب ظنه في نتيجتها التي خالفت توقعاته وانتظارات الاستقلاليين. غير أن البركان عاود نشاطه مهددا بثوران شديد لكنه في الغالب غير مؤثر ولا ناسف، لأن أفق الطموح المعبر عنه إبان عز الخلاف المنفجر فجأة بين أبدوح وبعض حوارييه ومواليه ومعهم خصومه من أصدقاء الأمس...لم يتجاوز عند الامتحان سقيفة بيت واطئ. إن نتائج حزب الاستقلال في مدينة مراكش تواضعت وانحسرت عند المطالع رغم الإعداد لها بتعبئة شبابية متحمسة والتفاف صامد حول القيادة المحلية التي خبرت الانتخابات واحتكت بالممارسة الديمقراطية وبالتدافع الحزبي، حتى تكسب رهان التحدي في وجه أبدوح وتحقق المكاسب التي كانت تبوئ حزب الاستقلال مقاعد الحكم المحلي في مدينة يتم توصيفها منذ ستينيات القرن الماضي قلعة استقلالية. ولم يكن ربح الرهان بالانتظارات المرجوة في الاستحقاقات الأخيرة ممكناً، وقد تم تدبير المرحلة بالتهافت في (الميركاتو) الانتخابي على لاعبي الميدان في مواقع قلب الهجوم واللعب في مراكزالدفاع والوسط بلاعبين دون أقدام بل فيهم من تم إقحامهم لرقعة التباري من بين الجمهور. وتراجع النضال إثر ذلك أمام سلطة المال الذي فقأ العيون وكان لا بد منه في تسيير الحملات الانتخابية وتوفير اللوجستيك، فاستنكف مناضلون استقلاليون الترشيح في لوائح لما تكن تعبيرا عن الوجه الحقيقي لنضال حزب الاستقلال في سياسة القرب والدفاع عن القضايا العادلة ضمن المشروع الاستقلالي التنموي والبرنامج الانتخابي كما تم إقصاء مناضلين استقلاليين عبروا عن الرغبة في الترشيح وفي مقدمتهم الكاتب الاقليمي محمد مبتهيج. ولا يحق التلويح بالاستقالة ولا التعبير عن الغضب تحت أي طائل بسبب استرداد عبد اللطيف لموقعه كمنسق جهوي على كامل أقاليم الجهة والري يستمده من عضويته في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال التي قاده إليها بالتصويت والدعم والمساندة والتعبئة كثيرون من الذين هم اليوم يصرخون بإبعاده والتلويح في وجهه بصكوك الاتهام القضائي وغيره. ولا شيء يبرر خطة العداء المفاجئ بين أصدقاء الأمس خصوم اليوم، غير مصالح مبهمة في ظل التحالف السابق مع أبدوح عشية المؤتمر العام للحزب لتمرير الموالين والمصوتين المحتملين لفائدته من فئة الملتحقين غير ذوي الصفة المؤهلة للعضويات التنظيمية الوطنية والذين حافظوا على مواقعهم بالولاء المستمر لابدوح على حساب المناضلين الصناديد الذين غيبهم الجشع على مواقع التمثيل في المجالس وتولي المسؤوليات الانتدابية. لا مبرر لمخاصمة أبدوح ودوره في المهمات التي انتدبته القيادة لها في مراكش وأقاليم الجهة... حين فاتت الفرص المواتية للإصلاح والترميم والبناء بإعمال النقد الذاتي وتحكيم الضمير الحزبي والانضباط للقوانين أثناء المؤتمر الإقليمي وخلال المؤتمر العام وانتخاب اللجنة التنفيذية وعندما لجأ المناضلون للقضاء الاستعجالي في مواجهة الشطط وخرق القانون لإقصاء المناضلين وعندما تم غبن الاستقلاليين في حقوقهم ولم يجدوا من يعيدهم لصفوف النضال في التنظيم بالإنصاف الآن وقبل الآن وفي كل آن، وعندما نسج العنكبوت بليل خيوط بيته الواهن وما كان للأدواء دواء من غير مُرّ العلقم، وما يتجرعه الاستقلاليون من حنظل اليوم فيه شفاء كثير ستسري خلاله ماء في العروق وستحي الشرايين بالعودة الى النبع حين التيقظ ان الاستقلال عقيدة ومنهج وليس أسلوب عيش وأن المبدأ هو الذي يصنع الموقف ولا تصنعه المصلحة بنت الظروف.