في حقبة الستينيات و السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، كانت القضية الفلسطينية الشغل الوحيد لوجدان المغاربة ،كما كانت القدس هوية كل المسلمين . فلسطين بالنسبة لنا سواء عندما كنا طلبة بالجامعة أو في العمل بحقل التعليم ، كانت بمثابة الشوكة التى كانت توخز ضمائرنا وتدميها ،وإهانةطأطأت لها هامات رجالات الادب و الفن والموسيقي، تغنت بها وبمعاناة اهلنا في فلسطين ،فرق شعبية تحمل حسا تقدميا مثل فرقة ناس الغيوان، ومن أجل رفع ذلك الحيف والذل ،سقط الشباب على جبهات التماس من امثال الشهيدة دلال المغربي وغيرها ، ونزفت دماء عربية كثيرة في خنادق النضال. لكن ومع توالى الهزائم ، ومع شروع النظام الرسمي العربي في الهرولة نحو التطبيع، و ابرام معاهدات السلام مع الصهاينة ، بدات الايام تكشف لنا عن الوجه العاهر لبعض المحسوبين على صف المثقفيين من المغاربة ،بتزامن مع ظهور فضائح الخيانات والتآمر وتبادل الزيارات في السر والعلن التى انتهت بتسابق حكومة الاخوان المسلمين للارتماء في احضان الكيان الغاصب المجرم مثل بائعات الهوى، ومع رفع راية الصهاينة في سماء عاصمة المغرب انذاك جاء اليوم الذي كان يتمناه الصهاينة لتدجين وصهينة قطاع من الانتلنجنسيا المغربية وشراء ذمتها ودفعها لأن تتحول الى اقلام تنفث سمومها بمنصات التواصل الاجتماعي، اذ من الطبيعي ان تظهر في هذه الفترة الحرجة التى يعيشها بلدنا والتى تمر فيها القضية الحقوقية بمرحلة حرجة نتيجة تغييب الدمقراطية ،اقلام مرتبكة مهزوزة وضعيفة ونافثة لسموم الانهزامية ،تعمل على ادلجة عقول المواطنين بايديولوجية الصهينة المتخفية تحت عباءة البراكماتية و الليبرالية الجديدة والعولمة وضرورة مواكبة التحولات المتسارعة التى يعرفها العالم والمغرب قبل فلسطين الخ…. المتصهينون الجدد يعملون احيانا جهارا لخدمة الحركة الصهيونية وبلا مواربة بتبن فاضح لدغمائية المفكرين المتعصبين للصهيونية كتلك القاعدة التى تتحدث عن عدم ملائمة المقاومة المسلحة مع المصلحة الفلسطينية؟ او تبرير الخذلان والارتكان للاتكالية بالحديث عن غياب الثضامن العربي وغياب التوازن في القوة مع اكبر قوة عسكرية في منطقة الشرق الاوسط الامر الذي يستوجب استبعاد خيار الكفاح المسلح كوسيلة لتحقيق الحرية والاستقلال في فلسطين الخ…. رحم الله الملك خوان كارلوس ملك اسبانيا الذي يعيش في منفاه الاختياري لتخليده مقولته الشهيرة "لماذا لاتصمت "؟؟؟