الإبداع والمهارة ، تقنية لا تعرف الشواهد ولا إكمال الدراسة الجامعية ، قد يتقنها انواع من البشرية ، الفقير والغني ، من يعيش العيش الطيب ، ومن يعيش بين السلات المهملة. فكرة الموضوع ، نستنتجها من قصة حقيقية منبثقة من أرض الواقع ، حكاية متشرد لبناني ، عاش ضائعا بين دروب الشوارع ، جائعا تارة ، وتارة أخرى يقتات من بقايا الأطعمة الموجودة في السلات المهملة ، لكنه يتغدى يوميا بأفكار وأحلام ، لطالما يراه مستحيلة في حقه ، ولكن قريحته إستوعبت أن يوما جميلا ينتظره ، كل يوم يزيد في عمره ، يزيد ذهنه ثقافة ومعرفة. قصة لبناني متشرد ، بدات عند موت أمه ، وطرده عمه من المنزل ، ولتجأ إلى الشارع ، في النهار يتيه بين الدروب ، باحثا عن لقمة العيش ، وفي الليل المظلمة ، ينام على الرصيف ، عشقه للقراءة والكتابة ، وحلمه لأن يصبح محرر صحفيا ، جعله يقرأ بعض الجرائد ، التي يجدها في السلات المهملة ، بيئة غير سليمة جعلته يستمر في إبداعاته ، في يوم من الأيام ، وهو يقرأ فقرات أحد الجرائد ، صادف عنوانا لجريدة تبحث عن عامل نظافة ، وبادر في الحين إلى مقر الجريدة ، وبدأ عمله كعامل نظافة ، وبفضل هذا العمل ، إستمر في القراءة والكتابة ، حيث وجد حوله جرائد مجانية ، وهو يتعرف على جديد الأخبار والأحداث ، وقراءة مختلف أعمدة الجرائد ، في يوم خرج من عمله وفي يده مذكرته التي يكتب فيها مختلف عناوين المقالات ، واصتدم برجل كبير في السن ، وسقطت منه مذكرته ، واعتذر للرجل ، ولا يعرف أنا الرجل هو مدير الصحيفة ، وسأله الرجل ماذا يفعل بالجريدة ، فقال له : أنا لست صحافيا ولكني مجرد عامل بالجريدة ، وسأله الرجل عن ماذا يحمل بين يديه ، فقال له : هذه مذكرتي أكتب فيها المقالات ، وحلمي أن أكون كاتب صحفي ، فضحك الرجل ، وقال له : حسنا تعال معي إلى مكتبي ، و استلم منه بعض مقالاته ، وأعجب بخطه التحريري الرائع والواضح ، وأمره بالإستمرار في كتابة المقالات ، وكل يوم بعد يوم ، تصله مقالاته ، إلا أن صار صحفيا معتمدا عند الجريدة ، وبعد تجربة دامت مدة زمنية ، إعتمدته الجريدة رئيس تحرير بها. العبرة من القصة ، هي فرصة العمر ، ولا أحد يعلم بألمه إلا الله ، من متشرد طارده عمه ، إلى محرر بالجريدة ، ويبقى الإيمان بالفكرة والحلم ، أمر لا يعرف المستحيل ، ولا يعرف الظروف سواء كانت حسنة ملائمة ، أو صعبة مستحيلة.