ليس هذا حديثا عن وصف أو عن تألق وإشعاع، أو مزج لألوان عذاب تحاك متشدقة بلبوس الغدر……… ولكنه حديث عمن يستحقون اللعنة منا. ممن رسمنا لهم صورا في ذاكرتنا التي تحتقر كل مسعى لهم، والساعين في الأرض فسادا. والحق هو القائل " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا" ولله المثل الأعلى… " وأما من كان من المكذبين الضالين ، فنزل من حميم وتصلية جحيم" العرب يقولون: فلان نبت به الأرض، أي أن الأرض تكره شخصا بعينه، ونحن كذلك نكره شخصا أو مجموعة أشخاص بلحمهم ودمهم، لأنه لا انسجام للأرض ولا انسجام لنا مع كائنات مشوشة ومشينة.. الأسود ليس بلون عندنا، وإنما هو ظل لمن يحسن الوقوف.. إن بعض الكائنات أشبه بشجرة الزقوم، شجرة تخرج في أصل جحيم، طلعها كأنه رؤوس شياطين. وهو فتنة وخراب لكل ما هو جميل وإنساني. وبكل تأكيد نحن لم نر شجرة الزقوم، ولم نر الشيطان ولا رأسه. وتم تشبيه المجهول بالمجهول. إلا أن المجهول يمكن التعرف عليه من خلال خرجاته وانزواءاته الخاصة به، وعسى ربنا أن يهلك عدونا وعدو الإنسانية جمعاء. علم اليقين وعين اليقين هو أن مجهول الصحراء له مكانة وقيمة عندنا، ومجهول الإنسانية، وبالرغم من سذاجته وتصرفه من خلال وداعته الماكرة والحاقدة التي قد تأتي على اليابس والأخضر، لا يجرؤ على غيرته المقنعة بلثام الغدر والتشفي. ويمكن أن نتصور إعلانا عن مسابقة بين رسامي الكاريكاتير لرسم صورة الشيطان. ويوم تحديد الفائز، سنحدد الصورة اللغز، و سنجد أكثر من صورة للشيطان، وستفوز أكثر الصور بشاعة. وذلك أن الفوز هنا ليس في الجمال ولا في الإبداع، ولكن الفوز هنا في مهارة تصوير القبح ومكامن الخبث. وهكذا تتعدد أمامنا صور القبح لصور استقناها من مسابقة فرجوية. يا سبحان الله………………………….. عندما تترك أخا لك تأكله الذئاب.. تأكد من أن الذئاب ستجوع يوما، ولن تجد سواك لتأكله….. لا تترك شخصا محتاجا إليك…فربما أنت آخر ما لديه من أمل!!