ادريس زياد/عالم اليوم الدولية طحين بخمسة ملايين دولار مساعدات للسودان ووعد أمريكي بالشطب من قائمة الإرهاب بعد التوصل لاتفاق التطبيع مع إسرائيل، هو ما أكده نتنياهو بأن السودان تسلمت منحة قمح من الإمارات كدفعة أولى قيمتها سبعة وستون ألف طن، ووعد من الرئيس الأمريكي ترامب بشطبها من اللائحة السوداء للإرهاب… رحم الله الجواهري حين قال: لئن أسلمتهم عزة النفس للردى فما عودتهم أن يلم بهم عتب السودان تلتحق بفسطاط النفاق الذي يخلو من الإيمان، وأسوأ ما في التطبيع السوداني الإسرائيلي هو أنه اتفاق تحت يافطة قيم تتنافى تماماً مع سلوك هذه الدول، حيث جاء في البيان المشترك أن هذا الإتفاق تعبير عن "التقدم التاريخي للسودان نحو الديمقراطية وفرص تعزيز السلام في المنطقة، بعد عقود من العيش في ظل ديكتاتورية وحشية، تولى شعب السودان زمام الأمور أخيراً وأظهرت الحكومة الإنتقالية السودانية شجاعتها والتزامها بمكافحة الإرهاب، وبناء مؤسساتها الديمقراطية، وتحسين علاقاتها مع جيرانها" إخراج السودان من قائمة الإرهاب هو الترجمة العملية لسقوطها في مستنقع ليس في صالحها، السودان كان مستهدفاً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً من الصهاينة على مدار عقود، وكان إفقاره وتجويعه وتشتيته قراراً منذ عهد بن غوريون، لكونه موقعاً استراتيجياً وحزاماً أمنياً لمصر المراد تركيعها، أما بخصوص العقوبات التي فرضتها أمريكا على السودان بسبب إسرائيل واليوم ترفعها والسبب إسرائيل فهذا ابتزاز واضح وفاضح لسياسة النهب والسلب والثلب التي تفرضها أمريكا على شعوب العالم العربي والإسلامي. وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخطوة الرسمية للسودان بتطبيع العلاقات الإقتصادية والتجارية مع دولة الإحتلال، بأنها موقف لا يعكس حقيقة الإرادة الوطنية والقومية لشعب السودان وقواه السياسية على مختلف اتجاهاتها، والتي لم تتخلّ يوماً عن وفائها للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية المشروعة، وعن مقاومته لدولة الاحتلال، والتي انخرط المئات من أبناء السودان في صفوفها، وقدموا التضحيات الجسام، فموقف القيادة في السودان يؤكد هشاشة تماسكها السياسي وهشاشة قدرتها على قيادة البلاد نحو بر الأمان، كما يؤكد مدى انصياعها للضغوط الأميركية وضغوط تيار التطبيع والشراكة في المنطقة العربية. وأكدت الجبهة ثقتها بأن شعب السودان بقواه السياسية الوطنية والديمقراطية واليسارية والقومية والإسلامية كفيل بأن يقف سداً منيعاً في وجه سياسات التطبيع مع دولة الإحتلال، وسياسات الإرتماء في أحضان التبعية الأميركية، كما يرفض أن يدفع الثمن، أيا يكن، مقابل رفع إسم بلاده عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، بل من حقه التمتع بالحرية الكاملة والقدرة التامة على إعادة بناء اقتصاده وازدهاره الوطني دون حصار أميركي أو عقبات تزرع في طريقه. وقالت الجبهة إن شعب السودان الثري بحضاراته الغنية، وبثروات بلاده، وبأصالته القومية، لا يحتاج إلى الخبرات الإسرائيلية المزعومة، لإعادة بناء اقتصاده، وما الإتفاق المرذول الذي وافقت عليه الشرعية للبلاد، سوى خطوة لفتح أبواب السودان لكل أشكال النهب الإستعماري الأميركي-الإسرائيلي. وختمت الجبهة مؤكدة، أنها وهي تدين خطوة التطبيع بين القيادة الرسمية للسودان وبين دولة الإحتلال، فإنها على ثقة أن شعب السودان الشقيق لديه من الإرادة السياسية والكرامة الوطنية والقدرة العملية للتصدي للخطوة الإنبطاحية، وتعطيل مفاعيلها، وزرع السدود الوطنية في طريق تطبيقها، وعزل كل من يدعو إلى الإلتحاق بالركب والتحالف الأميركي الإسرائيلي، وتيار التطبيع والشراكة مع دولة الإحتلال. حتى لو تساقطوا حاكماً وراء حاكم فلن تسقط القدس، وسيسقطون بإذن الله صاغرين، فالشعوب أصيلة لا تسقط، ولا تتساقط، ولا تطبع، ولا تفتر ولا تغدر، بل هي دائماً على عهدها ووعدها مع القدس والأقصى.