المغرور له قفزات وفجوات لا تسد بفواصل الصمت بل بغزير الكلام الذي لا يكاد يُدرَك معناه، توقف عند بعض المحطات، كان صوته أحيانا يرتفع فوق المعهود، وأحيانا دون ذلك، كان يصمت برهة أو اثنتين، ينصت لمنافسه الذي يكيل له التهم كيلاً، ومع أنه مغرور وغير مؤذب يقاطعه مرات ومرات حتى لا يسمع الجمهور الإتهامات، والغرور هو تلك الكلمات التي تخرج ممن لا يعرف العنوان الصحيح ولا يكاد يبين سبيلاً… خلال المناظرة الأخيرة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية قال ترمب إنه ينوي عرض سجلات الضرائب التي دفعها على الشعب الأمريكي، ليرد عليه منافسه بايدن باستهزاء:" متى؟ إن شاء الله"، قالها هكذا بالعربية إن شاء الله، فمنذ حرب الخليج الثانية دخلت عبارة "إن شاء الله" في قاموس اللغة الإنجليزي لتوصيف الشخص الذي لم يفِ بوعوده، هل رأيتم ماذا صدّر العرب والمسلمون للغرب؟ وعود كاذبة مغلفة بمشيئة الله، هكذا يستعملها الأغلبية من العرب للأسف للتسويف والمماطلة وتحميل مسؤولية التأخير لله تعالى… قال خبير أمريكي كان يعمل في السعودية لسنين طويلة، عندما يقول العربي "إن شاء الله" معناها أنه لن يحصل شيء ولن يحاول حتى الإجتهاد في عمل ما وعد به، والأصل أن تكون إن شاء الله كما قال ابن تيمية رحمه الله "تحقيقاً لا تعليقاً" عندما قال سننتصر في المعركة، قال له أحدهم قل إن شاء الله، فكان ذلك رده.