حين تتخلى الدولة عن دورها الأساسي المتجلي في مساعدة الفقراء من أبناء الشعب للترقي لمستوى العيش الكريم، والوقوف في وجه الظلم والفساد ومحاربة سراق المال العام، وتنبري إلى خلق مناصب سامية تخاف من تعويضاتها وامتيازاتها جميع صناديق الخزينة وفي عز الجائحة، فاعلم أن المغرب يفتقر إلى نخبة سياسية وطنية وإدارات نزيهة وإلى هيآت لضبط الفساد وليس هيئة لضبط الكهرباء، وأننا أمام حالة من الحالات الكثيرة للإستثناء المغربي… ضغط الواقع قد لا يغير المباديء فحسب بل يمسحها كلياً حتى يصبح الإنسان مسخاً بلا مباديء، وكل ما في الأمر أن المغاربة أصبحوا تحت رحمة لصوص سياسيين محترفين، نجحوا فقط في إنزال القوانين المجحفة وترسيخ عقلية الإستبداد… المغرب دولة غنية بالموارد الطبيعية الأساسية للحياة، ثروات بحرية هائلة، أسماك متنوعة الأسماء، وثروات برية من حبوب وخضروات وثمار وفواكه متنوعة ولحوم الدواجن والماشية، وشلالات المياه المعدنية النقية، والمغرب كذلك غني باللصوص والمحترفين والمختلسين والمنافقين من تجار الدين إلى تجار الأيديولوجيات، سراق التقاعد المريح والمبكر وهم من صغار السن والنفس، حيث أجمعوا على سرقة الوطن بكل روح وطنية… اللهم إنا نعود بك من كورونا اللصوص والسراق وكورونا الفساد والمفسدين وكورونا الطغاة والطغيان وكورونا الجهل والفقر…!!!