ستعيش شعوب الدول التابعة للإمبريالية، ظروفا جد صعبة مع تفشي وباء كورونا. فهذه ظروف جد صعبة تنتظر شعوب الدول التابعة للإمبريالية مع تفشي وباء كورونا تتسم بكون منظوماتها الصحية العمومية، الضعيفة أصلا، قد تم تفكيكها تدريجيا منذ بداية ثمانينات القرن الماضي في إطار ما سمي ببرامج التقويم الهيكلي وغيره من البرامج التقشفية المتتالية التي أشرفت عليها المؤسسات الاقتصادية والمالية والنقدية الامبريالية منذ ذاك، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي. وأدت تبعية اقتصاديات هذه الدول للمراكز الامبريالية وطبيعة البرجوازيات وطبقة ملاكي الأراضي الكبار التابعة والريعية السائدة في هذه الدول إلى: – ضرب أي محاولة لبناء اقتصاد ممركز على الذات يوفر التغذية والحاجيات الأساسية للشعوب. – تشريد جحافل من الفلاحين بسبب مواجهة أي إصلاح زراعي يمكن الفلاحين من الأرض ومن شروط الإنتاج ورفع الإنتاجية ويسمح بتوسيع السوق الداخلي، مما نتج عنه نزوح كم هائل من الفلاحين للمدن. – بناء اقتصاديات هشة ومفككة عاجزة على استقطاب الإعداد الكبيرة من الوافدين على سوق الشعل بسبب النمو الديموغرافي والفلاحين النازحين من البادية. ونتيجة لذلك: – ستتفشى البطالة على أوسع نطاق. – سيترك الفلاحون الفقراء والصغار إلى مصيرهم وسيوجه الأساسي من المساعدات العمومية( التمويل وتوفير الماء وعوامل الإنتاج) للملاكي الأراضي الكبار. – سينمو قطاع غير مهيكل أصبح مكونا هيكليا للاقتصاد يستقطب جيشا عرمرما من الشغيلة ويتسم بهشاشة قصوى، وخصوصا غياب أية تغطية صحية وأية حماية اجتماعية. – ستشكل البطالة المنتشرة والقطاع الغير المهيكل ضغطا خطيرا على العمال والعاملات في القطاع المهيكل، مما مكن الباطرونا من فرض شروط الاستغلال البشع وعدم احترام، في الغالب، للالتزامات الاجتماعية من تغطية صحية وحماية اجتماعية، خاصة في ظل الضعف والتشتت النقابي. نحن إذن أمام الواقع المأساوي التالي: – الأغلبية الساحقة (الفلاحين الفقراء والصغار والعاطلين والعاملين في القطاع الغير مهيكل وأغلب العمال والعاملات في القطاع المهيكل، هذا ناهيك عن أغلب النساء العاملات في المنزل) من الشعب دون تغطية صحية ودون حماية اجتماعية. وتتعرض الفئات الأكثر هشاشة (التكدس في أكواخ أو منازل غير لائقة وغياب مدخول) للموت جوعا و/أو بسبب كورونافيروس. إن فيروس كورونا يقدم البرهان الساطع على إفلاس الرأسمالية. فيا شعوب العالم وطبقاته العاملة والكادحة اتحدوا وهبوا لمواجهة أبشع وأخطر فيروس الامبريالية.