للمرة الثانية في أقل من شهر، بعثت جبهة البوليساريو برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تحتج فيها على ما سمته تحركات عسكرية مغربية شمال شرق الخط الفاصل بين المنطقة العازلة وباقي التراب المغربي. واعتبرت رسالة موقعة من طرف محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو، وجود جرّافات وشاحنات وآليات أخرى للحفر والأشغال، «آليات لأغراض عسكرية تتجاهل نصوص وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأممالمتحدة منذ سبتمبر 1991». الرسالة تأتي في إطار التفاعلات المتواصلة منذ عدة أشهر على المستويين العسكري والدبلوماسي، حيث إن الأشغال التي يقوم بها الجانب المغربي انطلقت منذ مدة طويلة، وأوضح مصدر مطلع أنها تأتي استباقا لأي تجدد محتمل للمواجهات العسكرية بين الجيش المغربي ومقاتلي الجبهة الانفصالية. وأعاد مصدرنا تأكيد أن الأمر مرتبط، كما نقلت «المساء» في عدد سابق، بالتطورات الجارية داخل المنطقة العازلة من طرف البوليساريو. فبالإضافة إلى عقد مؤتمراتها بمنطقة تفاريتي، وإعلانها عن إقامة ما يشبه مدينة جديدة وعددا من المرافق «السيادية» من قبيل مقر «البرلمان» و«الحكومة»... أصبحت الجبهة، حسب المصدر ذاته، تخطط لجعل الموقع قاعدتها العسكرية الأساسية، مجهزة بمنصات لإطلاق الصواريخ. وهي التطورات المرتبطة بالتفاعلات الدبلوماسية الأخيرة، ونقل المغرب لسفارته من العاصمة الفنزويلية الداعمة لهذه المشاريع. مصادر متتبعة للتطورات الميدانية، أوضحت أن هذه الرسائل والتحركات التي تقودها الجبهة على الساحة الدولية، محاولة للهروب إلى الأمام، والتغطية على المشاريع الجاري إنجازها بتفاريتي، «عملا بمثل ضربني وبكا، سبقني وشكا»، يقول أحد تلك المصادر. فيما استبعدت مصادرنا إمكانية مبادرة المغرب إلى إشعال فتيل المواجهة العسكرية، خاصة في الظروف الدولية الحالية. بينما يظل الموقف الرسمي المغربي الصامت تجاه هذه التحركات الميدانية للبوليساريو بمنطقة تفاريتي، «مثيرا للاستغراب، وعنصرا مساعدا للانفصاليين للتغطية على تحركاتهم»، يقول مصدر «المساء».