منذ أن سمعنا بفايروس “كورونا” البغيض طفا على السطح مصطلح الجائحة، وعند العودة إلى المعجمات اللغوية القديمة، وجدت أن الجائحة من (جَوَحَ)، وذكر ابن فارس في المقاييس أن ” الجيم والواو والحاء أصل واحد، وهو الإستئصال، يقال جاح الشيء يَجُوحُهُ استأصله، ومنه اشتقاق الجائحة، وقيل: اجتاحهم، استأصلهم وهو من الجائحة. وذكر الزمخشري أيضاً أن الجائحة: اسم فاعلة من جاحته تجوحه: إِذا استأصلته، وهي المصيبة العظيمة في المال التي تهلكه. كما ذكر الخوارزمي أن الجائحة، المصيبة العظيمة التي تجتاح الأموال أَي تستأصلها كلها، وسنة جائحة. وعن الشافعي رحمه الله هو كل ما أذهب الثمرة أو بعضها من أمر سماوي ومنه الحديث "أمر بوضع الجوائح" أَي بوضع صدقات ذوات الجوائح على حذف الإسمين يعني ما أصيب من الأموال بآفة سماوية لا تؤخذ منه صدقة. كما فصل الزبيدي في التاج قائلاً:”الجَوْحُ: البطيخ الشامي، والإهلاك والإستئصال، وقد جاحتهم السنة جَوْحاً وجياحاً، كالإِجاحة والاجتياح، وقد أَجاحتهم واجتاحتهم واستاصلت أَموالهم. وفي الحديث: (أَعاذكم اللَّه من جَوْح الدهر ) واجتاح العدو ماله: أَتى عليه، ومنه الجائحة: للشدة والنازلة العظيمة التي تجتاح المال من سنة أو فتنة وكل ما استأصله: فقد جاحه واجتاحه، وجاح اللَّه ماله وأَجاحه: بمعنى أَهلكه بالجائحة، والجوحة والجائحة: للسنة المحتاجة للمال، قاله واصل. وقال الأَزهري عن أَبي عُبيد: الجائحة، المصيبة تحل بالرجل في ماله فتجتاحه كله. وقال ابن شُميل: أَصابتهم جائحة، أي سنة شديدة اجتاحت أَموالهم، وقال أَبو منصور: والجائحة تكون بالبَرَد يقع من السماء إِذا عَظُمَ حجمه فكثر ضرره، وتكون بالبَرْدِ المحرق أَو الحر المحرق. قال شَمِرٌ: وقال إِسحاق: الجائحة إنما هي آفة تجتاح الثمر، سماوية، ولا تكون إلا في الثمار، والمِجْوَحُ، كمنبر: الذي يجتاح كل شيء أَي يستأصله”. وقد ذكرها الشاعر بقوله: قد أيقنوا منكم بوقع الجائحه وأنتم بين حياة صالحه