واصل المنتخب القطري الأول لكرة القدم «الأدعم»، كتابة التاريخ في كأس آسيا، وتمكن من وضع بصمته على قميص المنتخب الإماراتي بأربعة أهداف نظيفة، في المباراة التي جمعت الفريقين مساء أمس، على ملعب محمد بن زايد بأبوظبي في نصف نهائي البطولة، ليصل للنهائي لأول مرة في تاريخه، ضارباً الموعد مع المنتخب الياباني. وحمل الفوز القطري الغالي توقيع كل من بوعلام خوخي في الدقيقة 22، والمعز علي في الدقيقة 37، وحسن الهيدوس في الدقيقة 81، وحامد إسماعيل في الدقيقة 90+3 بعد مباراة تكتيكية بامتياز من جانب لاعبي «الأدعم» الذين أكدوا على أفضليتهم في البطولة الأكبر في القارة، وتغلبوا على الضغوط الكبيرة التي أحاطت بالمباراة في الملعب، ودفعت بالجماهير الإماراتية لإلقاء قارورات المياه في أكثر من مناسبة، بجانب ظهور البطاقة الحمراء في الدقيقة الأخيرة لمدافع الإمارات إسماعيل أحمد، إثر اعتدائه على لاعب «الأدعم» سالم الهاجري بدون كرة. شهدت المباراة أولى المحاولات على المرمى من كرة قطرية بالتدرج بين كريم بوضياف وأكرم عفيف، انتهت بتسديدة من سالم الهاجري على مرمى الإماراتي، احتضنها خالد عيسى في بداية لفك جس النبض في المباراة بين الفريقين في الدقيقة 12. الهدف القطري وفي اللحظة التي تقدم فيها الإماراتي للهجوم على المرمى القطري، كان الارتداد على مرماه عن طريق بوعلام خوخي في الدقيقة 22، بهجمة رائعة أطلق منها بوعلام تسديدة أرضية زاحفة في مرمى خالد عيسى هدفاً لقطر، أشعل المباراة وفتح الطريق لإبداع قطري في المباراة بتنظيم عالٍ. هدف ثانٍ رائع وقضى «الأدعم» على الشوط الأول ببراعة من لاعبي الفريق في الجانب الدفاعي، وجانب البناء الهجومي في المرتدات، ليتبادل سالم الهاجري وكريم بوضياف وأكرم عفيف كرة، أهدى منها أكرم تمريرة لمعز علي الذي توغل بالكرة مستخدماً مهاراته وسرعته، وأرسل تسديدة رائعة في الزاوية العكسية لمرمى الإمارات ارتطمت بالقائم الأيسر وعانقت الشباك كأروع الأهداف بطريقة البلياردو، ليطلق المعز باقة من الفرح القطري في الملعب وسط ذهول الدفاع الإماراتي والجماهير الإماراتية في الدقيقة 37، لتمضي المباراة ل «الأدعم» بجدارة مع محاولات يائسة للاعبي المنتخب الإماراتي، تحطمت تحت أقدام دفاع «الأدعم» بقيادة بوعلام خوخي وطارق سلمان وبيدرو ميجويل وعبدالكريم حسن. ضغط أبيض وصمود عنابي وشهدت الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني ضغطاً إماراتياً كبيراً قاده إسماعيل مطر وعلي سالمين ومحمد عبدالرحمن البديل الآخر، لتأخذ المباراة طابعاً إماراتياً في الهجوم ودفاعياً من جانب «الأدعم»، الذي تألق في التعامل مع خطورة الكرات الإماراتية عن طريق إبعاد الكرات إلى ركنيات وكرات جانبية. تألق العملاق الشيب وشهدت لحظات الضغط الإماراتي تألقاً جماعياً للاعبي منتخبنا في الدفاع، وأجاد كعادته الحارس العملاق سعد الشيب، الذي كان في كامل اليقظة أمام الكرات العرضية التي اعتمد عليها المنتخب الإماراتي، وحوّل سعد الشيب أكثر من كرة خطرة على مرماه، وأجاد في التصدي لرأسية من أحمد خليل، وأخرى من علي مبخوت، وبرع «الأدعم» في تسيير المباراة من الجانب الدفاعي، مع إجادة تامة للحارس سعد الشيب، الذي كان نقطة قوة في المنتخب في اللحظات التي تعبر فيها الكرات خط الدفاع. هدف مدروس للهيدوس وفي الدقيقة 81، تبادل لاعبو «الأدعم» كرة في الهجوم، خرجت من قدم بيدرو وسالم الهاجري ليرسلها أكرم عفيف خلف الدفاع، الذي كان تركيزه مع معز علي، ليخرج الهيدوس بالكرة مواجهاً المرمى، ومتخطياً اثنين من مدافعي الإمارات، قبل أن يواجه الحارس ويسقطه أرضاً ويودع الكرة في الشباك هدفاً رائعاً بصم به الهيدوس على المباراة، مريحاً أعصاب زملائه ليبث الإحباط في صفوف الجماهير الإماراتية المحتشدة في الملعب، وسط دهشة وإعجاب كل من تابع المباراة لمهارات الهيدوس في ترويض الكرة والتعامل معها. أفضلية قطرية وعاد رجال «الأدعم» للدفاع عن منطقتهم مرة أخرى، ليعزز المدرب صفوف المنتخب باللاعب أحمد علاء بديلاً للمعز في قلب الهجوم، ثم دفع بعده اللاعب حامد إسماعيل بديلاً لأكرم عفيف، ليواصل «الأدعم» الصمود الدفاعي حفاظاً على تقدمه، بدرجة عالية من التنظيم والدقة في التعامل مع الكرات المرتدة. هدف رائع لحامد والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وضع البديل حامد إسماعيل بصمته في الملعب بهدف رابع، اكتملت روعته ببراعة تمريرة كريم بوضياف لحامد المنطلق على اليمين في منطقته المحببة، ليرسل الكرة إلى الشباك الإماراتية في الدقيقة 90+3 كأروع ختام للمباراة، أكد به «الأدعم» أنه الأقوى والأفضل، ليضرب موعداً مع التاريخ في النهائي، وبالمقابل، غادر لاعبو المنتخب الإماراتي الملعب وسط الدموع، ليواجه «الأدعم» اليابان في نهائي تاريخي.