يشكل معرض الفرس الذي تحتضن مدينة الجديدة دورته الثانية حتى 26 أكتوبر الجاري، واجهة وطنية للتعريف بالفرس ومزاياه التراثية والاجتماعية والاقتصادية، وتعبيرا عن المكانة العريقة والرفيعة التي يحتلها الفرس على المستوى الثقافي والحضاري. وهكذا سيتم خلال أيام هذه التظاهرة الكبيرة، التي تشكل أيضا واجهة وطنية للتراث الفروسي ولإشعاعه الدولي، اكتشاف مختلف أوجه الفرس في روعتها، سواء منها العربي الأصيل أو البربري أو الانجليزي العربي، وذلك من خلال المعارض والمحاضرات ومسابقات الخيول الأصيلة. ولأجل ذلك تحولت حلبة الفروسية الأميرة للا مليكة بالجديدة، التي تحتضن المعرض ومنذ اليوم الأول، إلى قبلة لكل عشاق الخيل الذين شرعوا في التوافد بكثرة على المعرض للتعرف عن قرب على ما وصلت إليه تربية الخيول وما يرتبط بها، بالنظر لكون الفرس يعتبر جزءا لا يتجزأ من تاريخ الثقافة المغربية، وبالنظر لكون الفرسان بالمغرب لم يتوانوا، على مر القرون، في تشريف الفرس الذي يمتد وجوده في المغرب لأكثر من ثلاثة آلاف سنة حسب الخبراء. وتكمن المهمة الأساسية لهذا المعرض، الذي تنظمه جمعية معرض الفرس، في استعراض الفرس وكل ما يتعلق به، حيث ستقترح هاته التظاهرة العديد من الفضاءات، كل واحد منها يتطرق لمجال محدد، ليكون الكل ضمن مفهوم معماري فريد يستلهم عالم الفرس، بمرابطه وحلباته وحظائره وحواجزه. وفي هذا السياق، سيقترح (قطب المعارض) فضاءات للعارضين مخصصة للجهات والهيئات المؤسساتية والفن والخيول. في حين يتضمن (قطب الفرجات) والمسابقات أنشطة يومية كألعاب الفروسية واستعراضات للصيد بالصقور على ظهور الخيل وبطولات وطنية للاستعراض خاصة بأنواع الخيول كالبربرية والعربية الأصيلة والإنجليزية البربرية. وخصص (قطب التبوريدة) كليةً لفنون الفروسية التقليدية المغربية بحيث تكون فيها كل جهة ممثلة ب`(سربة). في الوقت الذي يجمع (قطب الاكتشاف) بين وسائل الاتصال الحديثة والمقاربة الاستجمامية، وذلك بخلق فضاء متعدد الوسائط ومكتبة سينمائية وفضاءات تسلية للأطفال. ويتضمن (قطب المحاضرات) موضوعات غنية ومتنوعة، كالفتوة والفروسية من منظور روحاني وثقافي، والفرس في الإبداع الفني والأدبي، وبيوتكنولوجيا التناسل. وفي سياق متصل، تنظم القوات المسلحة الملكية، في إطار هذه الدورة، معرضا حول موضوع "الفرس والجيش والمجتمع". ويتكون هذا المعرض من مجموعة تحف فنية ومخطوطات، ووثائق تاريخية وأزياء وأسلحة تقليدية. ويدور هذا المعرض حول عدة محاور منها الفرس في البعد الديني، والفروسية أخلاق ومزايا، والخيول الأصيلة بالمغرب، والخيول وفن الحرب، والخيول والدبلوماسية، والخيالة في التقاليد المغربية، والخيالة في الإبداع الفني والأدبي، والخيالة ومكانتهم وممارسة السلطة، والخيالة سلاح المعركة للقوات المسلحة الملكية. كما ينظم معرض تشكيلي في موضوع الفرس بمشاركة سبعة فنانين تشكيليين يعبر كل واحد منهم بحساسية متفردة عن شغفه بالفرس. والفنانون المشاركون هم حسن الكلاوي، فريدة السيدي، يوسف القهفاي، إلياس السلفاتي، سعيد قديد، محجوب حمين ومحمد الدواح. وقد تم بالمناسبة وضع برنامج ثقافي وعلمي بهدف التعريف بمزايا وفوائد الفرس، فضلا عن إبراز الأهمية التي ظل يكتسيها عبر الحقب والعصور في الحياة العملية والعسكرية والترفيهية لمختلف الأمم والشعوب ولا سيما العربية والإسلامية منها والتي يشهد تراثها الأدبي والحضاري على مكانة وحضور هذا الحيوان الأليف في تاريخها وأنماط عيشها وحروبها. وسيكون الفرس محور بحوث جامعية ومناقشات ستقدم في إطار ندوات تتمحور حول خصوصيات الفرس العربي، والفرس في الثقافة العربية الإسلامية، والفرس في الاحتفالية المغربية والفرس في الميدان العسكري.