لم يتمالك عبد العزيز مختاري نفسه، وغالبته الدموع وهو يسرد معاناة شقيقته، عائشة مختاري، مع المرض، الذي لازمها مدة سنتين تقريبا، وإهمال مطلبها الطبي والإنساني في العلاج بأحد المستشفيات الفرنسية، بعد أن تعذر عليها ذلك في المغرب، لعدم وجود الإمكانيات اللازمة لمعالجة سرطان العظام. واستعرض مختاري، في ندوة صحفية عقدتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، بمقرها في الرباط، أنه، منذ سنتين، بعد أن أخبر الأطباء عائشة بأن إمكانية علاج مرضها تستدعي نقلها إلى فرنسا، وسلموها ملفا طبيا متكاملا بهذا الخصوص، مصادقا عليه من طرف وزارة الصحة، اتصلت عائلتها بأحد المستشفيات الفرنسية المتخصصة في معالجة السرطان، ووافق على علاجها، على نفقة عائلتها، لكن، يقول شقيق عائشة، بعد أن قدمت المعنية ملفا متكاملا للحصول على التأشيرة من القنصلية الفرنسية بفاس، قوبل طلبها بالرفض، نتيجة خطأ ارتكبته القنصلية، نظرا لتشابه اسمها مع اسم امرأة جزائرية ممنوعة من دخول التراب الفرنسي. وطوال هاتين السنتين، تحملت عائشة ألم المرض، الذي وصل حد خروج الديدان من جسدها، وكان شقيقها يحاول الاتصال بكل الجهات المسؤولة. وقال عبد العزيز "راسلت وزيرة الصحة أكثر من مرة، وقدمت إليها، شخصيا، الملف الطبي لشقيقتي، خلال زيارة لها لمدينة وجدة في يوليوز 2008، وراسلت جميع الفرق البرلمانية، والوزير الأول، ومختلف الجهات المسؤولة، التي اعتقدت أنها ستمد يد العون لشقيقتي، من خلال التدخل لدى الجهات المسؤولة بفرنسا لحل المشكل، والسماح لها بالعلاج في مستشفيات هذا البلد، لكن دون جدوى". وأضاف أن معاناة شقيقته "التي كانت تزداد يوما بعد يوم مع المرض، وعدم تحرك الجهات المعنية بالمغرب، دفعا به إلى مراسلة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، لعله يتدخل ويحل المشكل، خصوصا أن الخطأ مرتبط بمواطنة جزائرية ممنوعة من دخول التراب الفرنسي". وأفادت خديجة رياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خلال هذه الندوة الصحفية، أن الجمعية، تتوخى من خلال ما حصل لعائشة مختاري، إطلاق "حملة ضد الشروط المجحفة والمهينة لنظام تسليم التأشيرة للمواطنين المغاربة، والمطالبة بأنسنة ودمقرطة السياسة الفرنسية والأوروبية بشكل عام في مجال تسليم التأشيرة، ووضع حد ل"الحكرة"، التي يعانيها المواطنون والمواطنات الطالبون لتأشيرة السفر"، موضحة أن الحملة ستنظم تحت شعار "حتى لا تذهب حياة عائشة مختاري عبثا، لنناضل ضد الشروط اللاإنسانية لمنح الفيزا للمغاربة". وأفادت رياضي أن المكتب المركزي للجمعية قرر إحياء الذكرى الأربعينية لوفاة عائشة يوم 23 شتنبر بمدينة وجدة، مسقط رأسها، عبر مهرجان خطابي ينظمه فرع الجمعية بتعاون مع العائلة، وفي فاس، عبر وقفة جماعية أمام القنصلية الفرنسية، وفي الرباط، بوقفة أخرى أمام مقر التمثيلية الفرنسية، مع تنظيم ندوة فكرية حول "حقوق الإنسان وحكرة الفيزا"، مشيرة إلى أن المكتب المركزي للجمعية راسل كلا من الوزير الأول المغربي والرئيس الفرنسي في الموضوع.