أكد الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أحمد صالح الطاهري أن أعمال الحفر والتنقيب التي شهدها موقع مولاي إدريس (جنوب غرب فاس) منذ مارس سنة 2008 , بينت أن الاستقرار البشري به يمتد من القرن العاشر الميلادي وحتى نهاية القرن التاسع عشر. وأوضح السيد الطاهري في الندوة التي نظمها مركز الدراسات التاريخية والبيئية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية, يوم الأربعاء بالرباط, حول موضوع «»»»نتائج الحفريات الأثرية بمنطقة فاس وأغمات وإيكيليز ن ورغن»»»» , أن عمليات التنقيب بالموقع ذاته مكنت من الكشف عن بنيات أثرية هامة لموقع أثري يرجع إلى الفترة الإسلامية تتمثل أبرز مكوناته في مسجد جامع وبنايات سكنية ومحترفات صناعية ومنظومة متكاملة لجلب وتوزيع واستغلال المياه للأغراض اليومية أو لتشغيل الأرحية المائية. وأضاف أن ذلك من شأنه المساعدة في تلمس بعض معالم وطبيعة الاستيطان البشري «»»»المتقطع والمتميز في نفس الآن»»»» الذي عرفه الموقع. من جانبه, اعتبر الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة السيد عبد الله فلي, في عرض بعنوان «»»»تحريات أثرية بمدينة أغمات وإكيليز ن ورغن»»»», أن برنامج الحفريات الأثرية بمدينة أغمات التي تقع على بعد30 كلم جنوب شرق مراكش, والذي أسفر عن اكتشاف جامع المدينة وحمامها الذي يعود للقرن العاشر الميلادي/الرابع الهجري, من شأنه أن يسهم في تعزيز ما جاءت به المصادر التاريخية التي تناولت طبيعة الحياة اليومية والهندسة المعمارية التي ميزت تلك الحقبة من تاريخ المغرب. وأشار السيد فلي, من جهة أخرى, إلى أن جبل «»»»إيكيليز ن ورغن»»»», الذي يقع في ضواحي مدينة مراكش, يمثل سبيلا لدراسة الاستقرار البشري في بادية الأطلس الصغير في العصر الوسيط, مبرزا أن حفريات هذا الموقع, الذي يمثل مسقط رأس المهدي بن تومرت ومهد الحركة الموحدية, تشكل نقطة انطلاق مهمة لدراسة الروابط الدينية بالجنوب المغربي, في تلك الفترة. يذكر أن مهمة مركز الدراسات التاريخية والبيئية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تتمثل بالخصوص في وضع استراتيجية بحث تسعى إلى تثمين العمق الثقافي والحضاري المحلي, وذلك بتوجيه الدراسات نحو معالجة فترات لا يعرف عنها الكثير وخاصة عهود ما قبل التاريخ وما قبل دخول الإسلام إلى المغرب. كما يهدف, بالخصوص, إلى المساهمة في حماية وتثمين التراث الثقافي والبيئي الأمازيغي.