تجري الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تحقيقات موسعة حول الحادث الإرهابي بميدان الحسين . وتم القبض على 3 أشخاص غادروا موقع الحادث على عجل فور وقوعه، يشتبه في ضلوعهم سواء بالتنفيذ أو التخطيط للحادث الإرهابي. كما يعكف جهاز مباحث أمن الدولة حاليا و بعض الأجهزة الأمنية الأخرى التابعة لوزارة الداخلية، على فحص كافة الإحتمالات حول الحادث، و من بينها قيام خلية صغيرة تتبنى فكر الجهاد، بتخطيط و تنفيذ الإنفجار؛ كما يتم البحث عن سائق إحدى الدراجات البخارية غادر المكان مسرعا ، و سقطت منه حقيبة كانت تحتوي على العبوة الناسفة الأخرى التي لم تنفجر، و إستبعد مصدر أمني مسؤول ما تردد في بعض وسائل الإعلام من أن وراء الحادث أيا من أعضاء «الجماعة الإسلامية» و «الجهاد» لسابق إعلان قادة الجماعتين نبذهم للعنف. ويتم أيضا فحص الملفات الإقليمية للصراع العربي، خاصة بعد ما تردد عن إختفاء ثلاثة أشخاص ينتمون لحركة «حماس» عبر أحد الأنفاق التي تربط بين رفح المصرية و رفح الفلسطينية ، خلال أحداث غزة، و يتم الربط بين هؤلاء وعلاقتهم بالأشخاص الذين هاجموا مصر، كما يتم التحقق مما إذا كان منفذ الجريمة مصريا و نفذها لصالح جهات خارجية . و أكد التقرير المبدئي للمعمل الجنائي، أن العبوة الناسفة بدائية الصنع، و كانت تضم عددا كبيرا من القطع الحديدية و المسامير بالإضافة إلى المفجر. و قامت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بتكثيف التواجد الأمني في المناطق السياحية بالقاهرة ، و الغردقة ، و شرم الشيخ. و تم فرض طوق أمني على مداخل و مخارج محافظات القاهرة الكبرى، و تكثيف التواجد الأمني في مطار القاهرة مع توسيع دائرة الإشتباه. و لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. و بدأت النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث الإرهابي بميدان الحسين و إنتهت من استفسار جميع المصابين الأجانب و المصريين عدا إثنين فقط غادرا أحدهما المستشفى ، و الآخر لا تسمح حالته بالإستجواب . و حضر التحقيقات الأولية مع المصابين ، مندوبو سفاراتهم و مترجمون. و كشفت تحقيقات النيابة الأولية أن السياح الفرنسيين المصابين من أصل مغربي ، و كانوا قادمين في رحلة للقاهرة تستغرق أسبوعا. و أكد المصابون في تحقيقات النيابة، أنهم جلسوا بأحد المقاهي في السادسة و النصف، و بعد دقائق ، و عقب إنصراف الأتوبيس الخاص بالرحلة ، سمعوا أصواتا انفجارات خفيفة، و بعدها إرتفعت أصوات الإنفجار و الصراخ ، و سادت حالة من الذعر و الهرج. و قال المصابون أن العبوة الناسفة لم يتم إلقاؤها عليهم، و لكنها إنفجرت بالقرب من حديقة الميدان. و صرحت النيابة بدفن جثة السائحة الفرنسية «سيسل فيل» (18 عاما) بعد توقيع الكشف الطبي الظاهري عليها. و تم تسليم الجثمان للسفارة الفرنسية . و نفى أمس مصدر قضائي مسئول ما تناقلته بعض الصحف من التحفظ على أي من المصابين. وعاد الهدوء إلى منطقة الحسين ، و فتحت كافة المحلات السياحية و البازارات أبوابها. و أعلنت وزارة الصحة و السكان أسماء مصابي إنفجار الحسين الذى راح ضحيته قتيلة فرنسية ، تدعى "سيسل فانيير" 17 عاما، و إصابة 24 آخرين فرنسيين و مصريين و سعوديين و ألماني واحد. «الجماعة الإسلامية» تدين الحادث و حسب البيان ، الذي وزع على وسائل الإعلام المصرية و الأجنبية ، أدان من يوصفون بالقادة التاريخيين لتنظيم "الجماعة الإسلامية" هذا الحادث، قائلين في بيانات إنهم يرون "مثل هذه الأعمال ردود أفعال غير محسوبة لحالة من الشعور بالإحباط و القهر نتيجة لما يحدث من مظالم للمسلمين في العراق و فلسطين و غيرها"، و أضاف البيان أن "الجماعة الإسلامية تعلن إستنكارها الشديد، قادة و أفرادا، لهذه الحادثة غير المسؤولة، و التي من شأنها تشويه سمعة الدين و إدخال بلادنا الآمنة في دوامات من الفوضى و الإضطراب لا يعلم مداها إلا الله".