منذ مدة تشن العديد من الدول حربا ضروسا على حلمات ورضّاعات الأطفال بسبب احتوائها على مواد تخلف مضاعفات وأخطارا صحية بالنسبة لمستعمليها ، وقد أصبح موضوع « بيسفينول أ » يشكل أحد الانشغالات الكبرى في الدول الغربية ، بعد ظهور دراسة حوله لأحد الأطباء بجامعة روشيستر بنيويورك ، حيث تشير هذه الدراسة إلى أن المادة المذكورة موجودة في الرضاعات البلاستيكية وقد تمتزج بالحليب الذي يتناوله الرضع ، تحت تأثير أحد العوامل مثل الحرارة . وتوضح الدراسة أن المادة المذكورة خطيرة لأنها تتسبب في اختلال للهرمونات وارتباك في الجهاز العصبي المركزي ، كما يشك الباحثون في تسببها في مشاكل متعلقة بالعقم والإصابة ببعض السرطانات .. وفي المملكة العربية السعودية تم القيام في بعض المناطق بحملات تفتيشية على المحلات التجارية، وصودرت خلالها كميات كبيرة من حلمات الرضاعات المنتشرة في محلات البيع بالتقسيط والصيدليات والتي تحتوي على مادة «ابولي ايزوبرينب» ، وهي حلمات مصنوعة في اليابان و في الصين، حيث تحتوي على مادة بولي فينيل كلورايد وهي من المواد التي تسبب أمراضاً صحية خطيرة لدى الأطفال ، ويتعلق الأمر بأصناف بيجون وميلكو الشبيهة بتلك التي تسوق في العديد من المحلات التجارية بالمغرب . وفي الإمارات العربية المتحدة تم القيام بحملات مماثلة استهدفت أصناف الحلمات نفسها ، بعد أن أكدت دراسة علمية أن المواد المكونة لهذه الرضاعات تتسبب فعلا في بعض الأمراض مثل الحساسية والإكزيما وحساسية الصدر ، وقد يتعدى ذلك إلى الإصابة ببعض الأمراض الخبيثة. وأكد الصيدلي كريم آيت أحمد أن هناك أنواعا كثيرة من الحلمات والرضاعات المصنوعة من المواد البلاستيكية، إضافة إلى مستلزمات شبه طبية أخرى وأدوية مكملة تباع في الأسواق التي تبقى غير خاضعة للمراقبة ، على عكس تلك التي تباع في الصيدليات ، والتي تخضع للضبط من قبل المختبر الوطني لمراقبة الأدوية . ولم يستبعد آيت أحمد وجودرضاعات وحلمات في السوق المغربية ، قد تكون مضرة بصحة الأطفال خصوصا مع انفتاح المغرب على السوق الصينية .. ويعتقد المتتبعون أن المنطقة العربية و دول العالم الثالث التي تعتمد على الخارج في مختلف مواد الاستهلاك تتعرض لهجمة ممنهجة ، من خلال إغراقها بمنتوجات مسمومة ومسرطنة أو فاسدة ستكون لها انعكاسات صحية خطيرة على أجيال المستقبل ، والأدهى أن ذلك يتم والمصالح المختصة تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الظاهرة غير مسبوقة .