أكدت المناظرة الدولية المنعقدة بمراكش حول النقص في بعض العناصر الغذائية الدقيقة أن الأبحاث والدراسات التي أجريت في العقد الأخير ببلادنا حول النقص في العناصر الغذائية الدقيقة بينت أن 41% من الأطفال دون السادسة من العمر يشكون من النقص في فيتامين" أ" وأن 3% من هذه الفئة المتضررة تشكو من نقص حاد في هذه المادة، كما أن الدراسات بينت أن 45% من النساء الحوامل و30% من الأطفال دون الخامسة يعانون من فقر الدم الحديدي علاوة على 10% من الرجال، وتعتبر هذه النسب، حسب ما صرح به السيد وزير الصحة نفسه مرتفعة نسبيا بالمقارنة مع باقي دول العالم .رغم أن بلادنا تبنت استراتيجية لمحاربة الاضطرابات الناجمة عن النقص في العناصر الغذائية الدقيقة منذ سنة 1998. وكانت المناظرة الواحدة والعشرون للمجموعة الاستشارية الدولية حول فيتامين" أ " واللقاء الثالث للمجموعة الاستشارية حول فقر الدم الحديدي والملتقى الأول حول النقص من مادة الزنك قد ختمت أشغالها يوم الجمعة 7 فبراير الجاري بمدينة مراكش على مدى خمسة أيام، ونظمت معرضا لأهم البحوث التي قام بها الباحثون في هذا الميدان من جميع الدول المشاركة، والتي كان فيها حوالي 1000مشارك منهم أطباء وأساتذة جامعيون وجمعيات مدنية ومهنية، هذه الملتقيات نظمتها وزارة الصحة العمومية بتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و منظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة للطفولة UNICEF. وقال الدكتور حميد شكيلي، رئيس مصلحة صحة الطفل بوزارة الصحة في تصريح ل"لتجديد" على هامش هذه الملتقيات >إن الاستراتيجية الوطنية لمحاربة المواد الغذائية الدقيقة التي تتكون من ثلاث عناصر، تعتمد أولا على التطعيم المباشر في المراكز الصحية، وثانيا على إغناء الطعام بالفيتامينات خاصة "أ" و"د" وخاصة تقوية الدقيق بمادة الحديد، ثم أخيرا تقديم ومضات إشهارية ورسائل تربوية عبر وسائل الإعلام قصد حث السكان على استهلاك المواد التي تمت تقويتها، وتحسيسهم بأهمية المواد الغذائية الطبيعية الغنية بالعناصر الغذائية الدقيقة<. لكن، يضيف الدكتور شكيلي، هذه الاستراتيجية الأخيرة يصادمها ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين الذين لا يستطيعون اقتناء أطعمة غنية بهذه المواد الدقيقة، ثم غياب التربية الغذائية لدى فئة من المواطنين، الشيء الذي يحول دون الوصول إلى مستويات مقبولة، بالإضافة إلى صعوبة ولوج وسائل الإعلام العمومية، حيث لازالت الوزارة تؤدي على الومضات الإشهارية الخاصة بصحة المواطنين. وفي تصريح آخر ل "التجديد" قالت رقية لوغوي الطالبة الباحثة بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة إن بحثها يبين أن عملية التطعيم المباشر لا يساهم بشكل مباشر، خاصة في مادة الحديد، في إرجاع المستوى الطبيعي للمواد الدقيقة، نظرا لعدم انتظام المرضى في زيارة المراكز الصحية، و تبقى تقوية المواد هي الطريقة الفعالة في مواجهة هذا المشكل، لكن وكما تقول بعض المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن القوانين المنظمة لتقوية المواد الأساسية بهذه العناصر الدقيقة تشوبها بعض النواقص وينقصها التفعيل، وآخرها الجدال حول تغيير القانون في البند الخاص بتقوية المواد الأساسية بمادة "اليود".كما قالت إن جهود الوزارة غير متوازنة مع الأخطار الحقيقية التي يصادفها المواطن المغربي في النقص الحاد من المواد الغذائية الدقيقة، خاصة مادة الحديد وفيتامين "أ".