عدد كبير من المستهلكين المغاربة لا ينتبهون إلى رمز "السلة الخضراء"، الذي يوضع على عدد من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا، والمعروضة للبيع، سواء في الأسواق العمومية أوالمساحات الكبرىعلما أنها علامة دالة على توفر المادة الغذائية على بعض العناصر الأساسية، لضمان صحة جيدة، مثل "اليود" بالنسبة إلى الملح، والفيتامين "أ" و"الفوسفور، وغيرها من مكملات الطعام. ويمكن الانتباه إلى علامة "السلة الخضراء"، إذ تتضمنها بعض الأنواع من القمح والزيوت والملح والحليب، تطبيقا للاتفاقية المبرمة بين عدد من القطاعات الحكومية وممثلي الصناعات الغذائية في المغرب، لوقف سوء التغذية، الذي تعانيه فئات من الأطفال والنساء في المغرب، تبعا لنوعية الأكل الذي يتغذون عليه، ولظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، التي لا تسمح لهم بغذاء متوازن ومتكامل العناصر. ويعتبر التقيد باستهلاك هذه المواد المطعمة، حسب ما أفادنا به أخصائي في التغذية، السبيل الوحيد لتقليص نسب وفيات الأطفال نتيجة معاناتهم نقصا في الفيتامينات، لما تشكله من انعكاسات صحية سلبية على صحة الطفل والرضيع، وهو ما يستدعي وعي المستهلك بالانخراط في مخطط إغناء مادة الدقيق والزيت والحليب والملح بالعناصر الغذائية الدقيقة، باعتبارها الاستراتيجية الأكثر نجاعة وفاعلية. وعلامة "السلة الخضراء"، التي ترافقها عبارة "صحة وسلامة"، وضعت لتكون أسهل التقاطا من قبل الفئات الاجتماعية المعنية بهذا البرنامج، لأجل الاستفادة من هذا البرنامج الصحي الذي يعتمد على إغناء القمح الطري بالحديد والفيتامين "ب" وحامض "الفوليك" والزنك، بينما يزود زيت المائدة بفيتامين "أ" و"د3"، والشيء نفسه بالنسبة إلى الحليب، إضافة إلى إغناء الملح بمادة "اليود". ومخطط تزويد الأطعمة المذكورة، هو نتاج اتفاق ضمن تحالف وطني، يضم وزارة الصحة والقطاعات الحكومية والفيدرالية الوطنية لأرباب المطاحن وجمعية منتجي الزيوت، إضافة إلى جمعية منتجي مادة الملح، إذ تنخرط في العملية "أكثر من 75 مطحنة تنتج حاليا القمح المزود بالعناصر الغذائية، من ضمن 88 أعلنت الاستجابة للمخطط، بينما لا تزال أخرى في طريق التأهيل لتزويد السوق بالدقيق بمادة الفيتامين "ب"، بينما شرعت 5 وحدات لإنتاج الزيوت في إغناء المادة بالفيتامين "أ" و"د3". وتكتسي أهمية استهلاك المواد الغذائية الأكثر استهلاكا، الغنية بالعناصر المطعمة بالفيتامينات، تفادي وفيات الأطفال الناتجة عن ذلك، والتقليص بنسبة الثلث من معدلات وفيات الأمهات، ناهيك عن إمكانية الرفع من القدرة على العمل، وتحسين مردود عمل المواطنين إلى 40 في المائة، وتنمية المهارات الفردية للسكان بين 10 و15 نقطة. ويطلق كثير من الأطباء على سوء التغذية الناتج عن نقص في الفيتامينات ب"الجوع الخفي"، على "كل تغذية غير متوازنة، كما وكيفا، والتي تؤدي بشكل أوتوماتيكي إلى الإصابة بالاضطرابات والأمراض"، ويطلق خصوصا على "النقص الحاد في العناصر الغذائية الدقيقة، من فيتامينات وحديد وحامض الفوليك، واليود"، ويعد ذلك مشكلة صحة عمومية على الصعيد العالمي. وينتج مرض "الأنيميا" عن نقص في عنصر الحديد، ويتسبب في إرباك التطور الطبيعي للدماغ لدى الرضع، ويحد من القدرة على التركيز والاستيعاب. ويختلف تقدير الحاجيات اليومية إلى عنصر الحديد من شخص لآخر، حسب الجنس والسن والوضعية النفسية التي يوجد عليها الأفراد، وحسب فترة النمو والحمل والرضاعة، وتتفاوت هذه الحاجيات بين 5 و20 غراما في اليوم. ويمكن تعويض هذه الحاجيات من خلال الرضاعة الطبيعية، وبمادة الدقيق الغنية بالحديد، واللحوم وفواكه البحر والخضر بأنواعها والحبوب، إلى جانب أن الرضاعة الطبيعية والاقتصار على استعمالها وحدها إلى حدود الشهر السادس من عمر الرضيع يعتبر ذا جدوى كبيرة. أما النقص في فيتامين "أ"، فيصيب جهاز المناعة لدى الأفراد، ويحد من قابليتهم على المواجهة. ويعتبر النقص من فيتامين "أ"، السبب الأول، في العالم، للإصابة بالتخلف الذهني أو ما يعرف بالبلاهة، لأنه يحد من القدرات الذهنية ومن القابلية للعمل، أما نقصه لدى المرأة الحامل، فإنه كثيرا ما يكون سببا في وفاة الجنين أو في إصابة الرضع بعاهات جسدية أوعقلية. ولوقف الوفيات المسجلة في صفوف الأطفال في المغرب نتيجة حاجتهم إلى الفيتامين "أ"، "فإن وزارة الصحة تطبق برنامجا بموجبه تمنح جرعة وقائية، بشكل مجاني داخل المراكز الصحية، للأمهات في الشهر الأول بعد الوضع من فيتامين "أ"، وتمنح للأطفال في الفترة ما بين 6 و24 شهرا"، دعمت بشراكة موقعة مع فرع منظمة "اليونيسيف" في المغرب، لتوفير جرعات إضافية من فيتامين "أ" لفائدة الأطفال.