بينت دراسة قامت بها وزارة الصحة (تعود إلى صيف 2003) أن 50 بالمائة من النساء الحوامل (خمس نساء من عشرة تقريبا) يعانين من نقص مرضي من مادة الحديد. وأشارت تقارير صادرة عن مديرية السكان التابعة للوزارة، خصلت التجديد على نسخ منها، إلى أن هذه النسبة تجعل المغرب من بين البلدان التي تعاني من انتشار فقر الدم، مما جعل الوزارة تقرر أنه من اللازم وضع استراتيجية واقعية تقوم على ثلاثة ركائز أساسية، وهي تزويد السكان بما يكفي من مادة الحديد، وخاصة النساء الحوامل، وتقوية المواد الغذائية بالمادة نفسها وإعطاء تربية غذائية وصحية للمواطنين بغرض دعم استهلاك المواد الغذائية الغنية بمادة الحديد. وتضيف التقارير نفسها أن «فقر الدم يعتبر مشكلا صحيا كبيرا، ومحاربته عند النساء الحوامل بالمغرب تبدو أمرا مستعجلا»، وأن «بعض الدراسات الميدانية بالمغرب أظهرت أن حوالي نصف النساء الحوامل يعانين من فقر الدم»، الذي يؤدي إلى تدهور في القدرات الجسدية والذهنية، وإلى نقص في مقاومة الأمراض. وتبقى الوقاية أحسن وسيلة للحد من هذا المرض عن طريق استهلاك أقراص الحديد المتوفرة في المراكز الصحية، وتربية غذائية بالإكثار من تناول المواد الطبيعية الغنية بمادة الحديد كاللحوم الحمراء والبقوليات. وفي السياق ذاته، بينت الأبحاث الميدانية، التي قامت بها وزارة الصحة أن حوالي 41 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات يعانون من نقص في مادة فيتامين أ في حين 25 بالمائة من الأطفال دون السنة الثانية مصابون بنقص في مادة فيتامين د. وعلى صعيد آخر، أكدت دراسة قامت بها وزارة الصحة في مستشفيات 12 إقليما، والتي همت 1222 طفلا نزيلا بالمستشفى أن مرض الكساح مازال يمثل مشكلا صحيا. هذه الوضعية دفعت وزارة الصحة إلى وضع خطة لمحاربة هذا النقص ترتكز على ثلاثة محاور، وهي تزويد الفئة المستهدفة بجرعات فيتامين أ والتوعية الغذائية بتشجيع المواد الغنية بالفيتامينات التي سجل فيها النقص، ثم تقوية بعض المواد الغذائية المستهلكة بالعناصر الغذائية المذكورة. ويؤدي هذا النقص في الفيتامينات والمغذيات الأساسية إلى اضطرابات خطيرة تتمثل في ارتفاع وفيات الأطفال وولادة قبل الأوان عند النساء الحوامل وتأخر في النمو الجسدي والعقلي، وكذا اضطرابات على مستوى البصر. وتروم وزارة الصحة، طبقا لتوصيات المؤتمر الدولي حول التغذية (روما 1992) التي صادق عليها المغرب، القضاء على الأمراض الناتجة عن النقص في التغذية في أفق .2010 محمد أعماري