دعت مجموعة السبع الصناعية الكبرى في العالم إلى إجراء إصلاحات مالية عالمية عاجلة لإنقاذ العالم مما وصفته الدمار الاقتصادي الذي يجذب العديد من الدول نحو الركود، كما تعهدت بألا تنعكس مواجهة الركود على حرية التجارة. وجاء في البيان الختامي لاجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للمجموعة بروما أن الأزمة العالمية أظهرت ضعفا أساسيا في النظام المالي العالمي وأكدت الحاجة إلى إصلاحات عاجلة. وتعهدت المجموعة ببذل كل ما في وسعها لمواجهة الركود دون تشويه حرية التجارة، وذلك وسط مخاوف متزايدة من تنامي إجراءات للحماية التجارية على غرار ما حدث خلال أزمة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. كما تبنى ممثلو مجموعة السبع لهجة أكثر تصالحا حيال الصين التي يرون أن لها دورا أساسيا في نجاح اجتماعات أخرى رفيعة المستوى تهدف إلى احتواء أسوأ تباطؤ اقتصادي في عقود. وتراجع وزير الخزانة الأميركي تيموثي غيثر عن تصريحات بأن بكين تتلاعب في سعر صرف عملتها وسعى إلى تهدئة المخاوف بشأن خطط واشنطن في مواجهة الأزمة. وكان الكونغرس الأميركي قد أقر مساء الجمعة خطة إنقاذ اقتصادي قيمتها 787 مليار دولار تشمل عشرات المليارات لتمويل مشاريع بناء عامة بشروط تتضمن استخدام حديد وسلع أخرى مصنعة في الولاياتالمتحدة. وسعى البيان المشترك للمجموعة إلى تبديد المخاوف من أن الحكومات قد تعمد في خضم مساعيها لحماية الوظائف والصناعات الوطنية إلى التخلي عن التزامات تجاه المنافسة العادلة عبر الحدود. وقال إن استقرار الاقتصاد وأسواق المال له أهمية قصوى مما يستلزم ضم الجهود واستخدام كل خيارات السياسة المتاحة لتحقيق أكبر تأثير ممكن. وأضاف البيان «سنواصل العمل معا لتفادي تأثيرات جانبية وتشوهات غير مرغوبة» وفي بيان منفصل قال غيثنر إن العالم يواجه أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في عقود، ودعا حكومات العالم للتحرك بحزم، لكن مع الالتزام بمبادئ حرية التجارة، وأشار _دونما خوض في التفاصيل- إلى أن الرئيس باراك أوباما عازم على تنفيذ حزمة التحفيز الجديدة بطريقة تحترم الالتزامات الدولية للولايات المتحدة. وكانت ألمانيا وبريطانيا قالتا في مستهل اجتماعات المجموعة يوم الجمعة إن على العالم تجنب تكرار دوامة الحماية التجارية المدمرة التي شهدها خلال أزمة الكساد العظيم، وأكد وزير المالية البريطاني أليستر دارلنغ أن العالم في أشد الحاجة إلى «محاربة الحماية التجارية». أما وزير المالية الألماني بير شتاينبروك فأكد أنه «سيتعين أن نبذل كل ما بوسعنا لضمان ألا يكرر التاريخ نفسه».