إن الكلام عن فيلم (حجاب الحب )للمخرج عزيز السالمي والذي خلق ضجة إعلامية عندما عرض أخيرا في أول عرض له بقاعة( ميغاراما) في الدارالبيضاء ويعرض حاليا بالقاعات السينمائية ، والذي يحقق أكثر من رغبة في فضح هذه الهالة والتي لا تحتاج حقا إلى أن تسير وفق ربح اقتصادي محض أو أهداف ترويجية تساهم في إشعاعه ، وكأن أي فيلم مغربي يخلق ضجة أخلاقية بين قوسين ، يصبح قضية الرأي العام ، وإذا كانت أي فتوى تتدخل في أي شأن إلا السياسي فهذا يعني أن كل ما هو اجتماعي وإنساني معرض لأي نزوة شخصية ويعطي لنفسه الحق في أن يكون حكما ، إن ما أدعو إليه هو قراءة واقعية خالية من أي طيش عاطفي أو انحراف نحو تحليل ساذج يخرج عن مسار الفيلم . إن الذي خلق الرعب في الفيلم هو الحجاب ، وهو سبب هذه الانتفاضة الأخلاقية ، بمعنى أن كل امرأة تغطي رأسها فهي لن تحتاج إلى تحقيق رغباتها حتى و إن كانت طبيعية ،ولا يحق لها أن تتعرى ، وكأن هذه القطعة من الثوب هي سبب مشاكل العالم وبها يتحقق الطهر الكامل وقد قام الفيلم بتدنيسه حسب بعض الآراء المحتجة ، و هنا أطالب أهل الفتاوى بفسحة صغيرة فقط على شاطئ البحر ، وسيروا بأن أكبر نسبة المتواجدات من المحجبات . وأيضا يجب العودة إلى الوراء وإلقاء نظرة سريعة داخل المشهد السينمائي المغربي ، انطلاقا من فيلم( حب في الدارالبيضاء) إلى غاية فيلم (ماروك )، فجل هذه الأفلام حققت ضجة إعلامية وسوقت نفسها بطريقة غير مباشرة ، لكنها لم تستمر إبداعيا ، بمعنى أن أي فيلم من هذا النوع يحقق نجاحا آنيا ثم ينطفئ بعدها إلا النزر اليسير ، ولكي لا أتهم بالتحامل على الفيلم ، فنحن لا نحتاج إلى أي مفتي أو أي كان ليجعل من حبة الفيلم قبة ، وكأنه لو لم يكن فيه حجاب أو تلك القبلة المحرمة ، لصار الفيلم أكثر من عادي . ثم لماذا يصبح أي فيلم يتناول موضوعا أخلاقيا أو يبرز مشاهد عارية حساسا جدا ، وكأننا نؤسس مستقبلا لسينما بدون جسد ، أو ربما تصبح السينما أساسا حراما ، إن حجاب الفيلم الذي عرى الجسد ومس أمن رقيب المجتمع الأخلاقي ليس أكثر من ستريبتنز إعلامي ، وهو يعطي صورة على أننا لم نصل بعد إلى عين وقلب المتلقي المغربي وما زلنا نضع الفخاخ والفعل التضليلي لجلبه إلى شباك التذاكر.