قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن روسيا بدأت تأكد من جديد دورها في آسيا الوسطى, مشيرة إلى أن ذلك تجسد في ضغط الكرملين على قرغيزستان كي تطرد الأميركيين من قاعدة جوية ذات أهمية حيوية لجهودهم بأفغانستان, وفي سعي موسكو لبناء حلف عسكري دولي منافس لحلف شمال الأطلسي ناتو. الصحيفة اعتبرت أن هاتين الخطوتين كفيلتان بتعقيد الإستراتيجية الأميركية الجديدة في الحرب بأفغانستان. وذكرت أن روسيا كشفت عن تخصيص صندوق مالي لإنقاذ مجموعة من حلفاء الاتحاد السوفياتي السابق، كما نجحت في الاتفاق مع تلك الدول على بناء قوة تدخل عسكري سريع في المنطقة تضاهي في مستواها معايير الناتو. ونسبت لمسؤولين روس قولهم إن القاعدة العسكرية -التي طلبت قرغيزستان من الولاياتالمتحدة إخلاءها- قد تؤوي جزءا من تلك القوة الجديدة المقترحة. وقالت إن الخطوات الروسية الأخيرة هي الأكثر جرأة التي تتخذها موسكو لمواجهة النفوذ الأميركي في آسيا الوسطى, مما يمثل -حسب رأيها- تحديا لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تعتبر أفغانستان أهم أولويات سياستها الخارجية وتخطط لمضاعفة عدد الجنود الأميركيين هناك. وذكرت أن الكرملين يتفاوض أيضا مع أرمينيا وبيلاوروسيا , لتقديم مساعدات مالية لهما ، تمكنهما من التغلب على الأزمة المالية التي ضربتهما بشكل حاد. وأشارت إلى أن خسارة الأميركيين لقاعدة ماناس في قرغيزستان، تمثل صفعة قوية للحرب الأميركية المتصاعدة في أفغانستان. غير أنها نقلت عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية قوله إنه لدى الأميركيين خطة بديلة تمكنهم من التغلب على إغلاق ماناس, مقرا في الوقت ذاته بأن هذا الإغلاق "صفعة حقيقية". وتقول الصحيفة إن الكرملين كثيرا ما انتقد الأميركيين بسبب استمرار وجود قواعدهم العسكرية في آسيا الوسطى, فالمسؤولون الروس ما فتئوا يشددون على أنهم يدعمون الجهود الأميركية بأفغانستان إلا أنهم يريدون أن تزيد واشنطن من درجة تنسيقها مع موسكو ودول آسيا الوسطى.