يبدو أن الحزب الإشتراكي الإسباني عازم على المضي في نهج سياسة الهروب إلى الأمام في تجاهل مطالب المغرب بخصوص فتح ملف المدينتين السلبيتين و باقي الثغور المحتلة ، هذا ما تؤكده مبادرة قام بها وفد عن الحزب ضم العديد من المسؤولين بينهم سبعة برلمانيين أعضاء في الكونغريس ، في زيارة إلى مليلية المحتلة شاركوا خلالها في الأيام الأولى المنظمة تحت شعار "التزاما مع مليلية" للوقوف عن كثب على العديد من المشاكل التي تتخبط فيها المدينة ، وتحسين صورة الحكومة المركزية و سياسة الحزب الحاكم ، لاسيما و أن الساكنة مستاءة لعدم التزام الحكومة بوعودها إزاء المدينة ، التي سبق و أن أطلقها خوسي لويس رودريغيس ثاباتيرو مؤكدا فيها أن مليلية ستعرف العديد من الأوراش الكبرى بما فيها إنشاء مستشفى كبير موسع الإختصاصات ، إضافة إلى بنية تحتية و طرق و خدمات وفتح آفاق للشغل . و في هذا الصدد قال المتحدث باسم لجنة الإدارة العامة في الكونغريس الإسباني ميرتيكسل باتيت، أن وضع مليلية و موقعها القريب من شبه الجزيرة الإيبيرية يزيد من مسؤولية الإدارة المركزية اتجاه المدينة و هي أمور يتفهمها الحزب الإشتراكي الذي يعمل جاهدا من أجل تفعيل كل المبادرات الرامية إلى خلق تنمية شاملة ، و أن الزيارة هي مناسبة للتعرف أكثر على كل الأمور و المشاكل العالقة . كما ألقى المتحدث باسم اللجنة المشتركة للإتحاد الأوروبي خوان موسكوزو، كلمة بالمناسبة تطرق فيها إلى دور الحزب الاشتراكي في تفعيل المبادرات و المشاريع و استعداده لمضاعفة المنجزات بمليلية و التجاوب مع ساكنتها. أما المسؤول المحلي للحزب في مليلية مونيوز ديونيسيو، فقد أكد على أهمية تنظيم هذه الأيام ومساهمتها في تقوية أواصر الثقة و الارتباط مع إسبانيا و جعلها أكثر التزاما في علاقاتها مع مليلية. نفس الشئ جاء على لسان عضو لجنة التعليم و الرياضة في الكونغريس و الذي قال بأن مليلية تعد نموذجا في تدبير إداري و اقتصادي يمكن أن يتطور إلى مستويات أفضل عبر تفعيل كافة البرامج المستقبلية لتستجيب لكل انتظارات الساكنة فيما يخص التطبيب و الخدمات الإجتماعية و التعليم و الحدود و الشغل، و بالتالي فإن مليلية ونظرا لموقعها ستلعب دورا استراتيجيا و محوريا في حوض المتوسط و شمال إفريقيا باعتبارها بوابة أوروبا و جسرا اقتصاديا في إطار مشروع يرمي إلى خلق فضاء للتجارة الحرة بحوض المتوسط على هامش القمة الأولى لحوض البحر الأبيض المتوسط المقرر أن تستضيفها إسبانيا في 2010 . و يأتي تنظيم هذه الأيام في سياق برنامج سطره الحزب الاشتراكي الإسباني ، ويغطي العديد من المدن و الجهات بالتراب الإسباني . فجاءت مليلية كمحطة أولى ، و إشارة من الحزب الحاكم بعد مرور ثلاث سنوات على زيارة رئيس الحكومة للمدينة ، و لتأكيد نوايا الجارة الشمالية الرامية إلى فرض سياسة الأمر الواقع عبر مغازلة ساكنة الثغر المحتل انطلاقا من خطابات توظف انتظارات و حاجيات الساكنة لرسم معالم مستقبل بآفاق واسعة في إطار سيادة إسبانية ولإقناع المليليين بالتزام الحكومة المركزية اتجاه المدينة التي أضحت حسب أكثر من متتبع ورقة سياسية توظف لأغراض مرحلية للحد من حالة اليأس و التذمر وسط فئات عريضة بالمجتمع في مليلية ، و التي امتدت إلى صفوف قوات الأمن و الجبش و الإدارات العمومية بعد تراكم المشاكل و التراجع الكبير في المستوى المعيشي لمختلف الشرائح أمام ظهور قطب اقتصادي بديل جلب أنظار المستثمرين غير بعيد عن الثغر المحتل سواء ببني أنصار أو الناظور أو سلوان ، و تغير وجهة أعداد كبيرة من الفاعلين الإقتصاديين إلى هذه الوجهات الجديدة.